حضرت عدة مجالس فيها أخبار وأحاديث منوعة منها ما هو عن الشعر والقصص والرواية ومنها ما هو عن أخبار المجتمع ككل، وما يهمني منها وإن كانت كلها مهمة ما كان عن الشعر والرواية والقصص التي سمعتها من البعض في هذه المجالس والتي ذكرني من نقلها بمقولة يحفظها الكثير (وما آفة الأخبار إلا رواتها) حينما استمعت إلى البعض وهم يحرفون في القصص والأشعار وينسبونها لغير أهلها ويخلطون بين قصيدتين لمجرد تشابهها بالوزن والقافية، ويقولون عن فلان وفلان ما ليس فيهم سفهاً بغير علم، وينالون منهم سباً وشتماً واتهاماً لهم بأمور هم بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف، وكم أتمنى أن نكون أنداداً لهؤلاء نقف ضدهم ونمنعهم من هذه الروايات المشكوك في صحتها الملفقة التي تسيء لسمعتهم وسمعة من نسبوها لهم، مستجيبين ومطبقين لقول الحبيب عليه الصلاة والسلام (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره). ومن نصره منعه من نقل هذه الروايات والقصص والأشعار محرفة أو منسوبة إلى غير أهلها، أو نقل خبر من الأخبار على غير وجهه، وكذلك عدم القول بغير علم، والتعرض للآخرين بما يكرهون من النيل منهم ومن أعراضهم، وتقديم واجب النصيحة لهم وأن ما يقومون به عمل غير صالح يسيء لهم ولمن تعرضوا لهم ويقلل من قيمتهم ومن مصداقيتهم عند الناس حتى يصبحوا من الرواة المجروح فيهم بمعنى أنهم غير ثقاة وستتغير نظرة الناس لهم، وسيحاسبون عليه من رب الأرباب يوم القيامة، وإذا فعلنا ذلك معهم سنجني بإذن الله ثماراً يانعة بارتداع هؤلاء عما يقومون به، وسننال الأجر العظيم من الله وراحة وطمأنينة في القلب.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي - الرس
abuabdulh58@hotmail.com