|
تُعتبر أمراض الشرج الجراحية من الأمراض الشائعة، ومع ذلك تمتعت هذه الأمراض بسمعة غير جيدة؛ وذلك لأسباب عدة. بعض هذه الأسباب يعود إلى المريض نفسه؛ حيث يمنعه الحياء والخجل من مراجعة الطبيب في الوقت المناسب، وبعض هذه الأسباب تتعلق بالكادر الطبي نفسه؛ حيث لا يعطون هذه الأمراض الأهمية اللازمة والعناية الكافية، إما بسبب الإهمال وسوء التقدير، أو غالباً ما تجرى هذه العمليات في نهاية برنامج العمليات، أو بسبب عدم الخبرة في هذا المجال.
وسوف نحاول في هذا المقال مراجعة بعض الأمور المتعلقة بهذه الأمراض وإزالة الغموض المتعلق بها.
البواسير
البواسير عبارة عن تشكلات جلدية مخاطية وعائية تنمو على حساب مخاطية القناة الشرجية والجِلْد المحيط بالشرج. وهناك أسباب كثيرة لها، منها وجود اتصالات شريانية وريدية تساعد في ظهور البواسير، وهناك أسباب مساعدة مثل الإمساك، وطبيعة كالطعام، والجلوس الطويل، والحمل والولادة.
والعَرَض الأول للبواسير هو النزف، وله خصائص؛ كونه دماً أحمر قانياً في نهاية عملية التبرز، وبقية الأعراض تشمل وجود زوائد جلدية، آلام، سيلان مخاطي، الحكة الشرجية.
وهناك بواسير داخلية، وهي التي تكون بداية تشكلها داخل القناة الشرجية، في حين تكون هناك بواسير خارجية في الجلد المحيط بالشرج ومفصولة عن الداخلية بعلامة شرجية يعرفها الأطباء برباط parks.
وللبواسير درجات، هي: بواسير درجة أولى، وهي البواسير داخل الشرج، وأعراضها (النزف)، وبواسير الدرجة الثانية، وهي خروج البواسير عند الجهد، وبواسير الدرجة الثالثة وهي البواسير الموجودة خارج فتحة الشرج بشكل دائم، ويمكن ردها، وبواسير الدرجة الرابعة وهي الدرجة الثالثة نفسها، ولكن لا يمكن ردها، وبواسير مختنقة، التي يصاحبها ألم شديد وتضخم شديد، وتحتاج إلى جراحة فورية.
أما عن علاج البواسير فالدرجتان الأولى والثانية تعالجان بشكل دوائي أو بإحدى الطرق الأخرى المعروفة، وهي الربط أو التصلب أو التخثير الضوئي أو التبريد، ويجب العلم بأن هذه الطرق جميعاً تعطي النتائج نفسها التي تعطيها المعالجة الدوائية. أما عن الطرق الجراحية للبواسير فهناك الجراحة التقليدية، التي تعطي نتائج ممتازة، ويمكن استعمال الوسائل الحديثة بإجراء هذه الجراحة كالليزر أو Radio-surgery أو الدباسة.
الشرخ الشرجي
الشرخ أو الشق الشرجي عبارة عن جرح في فتحة الشرج، والسبب الرئيسي له هو الإمساك المزمن، وكذلك الحمل والولادة، ومن أعراضه الألم بوصفه عرضاً رئيسياً، وهو ألم شديد ومبرح، يكون عند بوابة عملية التبرز، ثم فترة هدوء، ثم يعاود الألم بعد نهاية التبرز، ويستمر من ساعة إلى ساعتين، وكذلك النزف يعتبر من أعراض الشرخ الشرجي. ويعالج الشرخ الشرجي في حالة كونه حاداً دوائياً، أما الشرخ المزمن فعلاجه جراحياً فقط.
النواسير
النواسير هي جمع ناسور، والناسور هو عبارة عن فتحة على الجلد حول الشرج متصلة بالقناة الشرجية بواسطة قناة، ويخرج من هذه الفتحة مادة صديدية دموية بشكل دائم أو متقطع، كما أن هناك الناسور العصعصي، وهو نمو الشعر إلى الداخل في الناحية العصعصية. وعلاج الناسور يأتي جراحياً فقط حيث يجب استئصال الناسور بالكامل مع الحفاظ على عضلات الشرج في حال الناسور حول الشرج. أما في حال الناسور العصعصي فيجب استئصال الأنسجة الالتهابية كافة، ومن ثم التعامل مع الجرح بالطريقة المفتوحة أو بإغلاق الجرح.
د. زياد رملاوي - استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير