من الصعب جداً أن تبقى نظرة (المتخصصين السعوديين) أو المقيمين بيننا، للمؤتمرات والندوات التي تقام (داخلياً) قاصرة، ومبالغ فيها خصوصاً فيما يتعلق (بتكاليفها المالية)...!.
بينما نراهم يتسابقون للترشيح والمشاركة في مؤتمرات علمية (عالمية) قد تكفي (تكاليف) مشاركة البعض فيها، رسوم إقامة أو تنظيم مؤتمر محلي..!!
بمعنى آخر أن هؤلاء (المتخصصين) يرون أن لا جدوى من صرف الأموال في سبيل تنظيم مؤتمرات (داخل السعودية) ودعوة عقول وخبرات عالمية خارجية، لإثراء هذه اللقاءات العلمية والعودة بالفائدة على المتخصصين والمراكز المحلية وسمعة المملكة ومكانتها العلمية.
طبعاً هذا ليس رأيي إنما كان (رأي) أحد المتخصصين والمنظمين للمعارض الطبية (يوم أمس الأول)، والذي أتهم فيه العاملون في القطاع الطبي كما نقلت عنه (إحدى الصحف) بإنفاق (أموال باهظة) في سبيل حضور مؤتمرات خارج المملكة، ووصفها (بالإنفاق على السياحة العلمية)، بصراحة أعجبني مصطلح (سياحة علمية)، يعني لدينا (سائح علمي) و(سائح أدبي).. ما علينا!!.
هؤلاء وبحسب (رأي) أخونا الذي (ثار غاضباً) وهو يطلق آخر (مؤتمر محلي) ينظمه بسبب إحجام (العاملين في القطاع الطبي) عن المشاركة في مؤتمرات مركزه (برسوم رمزية) وليس بنفس بذخ (السياحة أعلاه)، وأن ذلك كان من العوامل لتوجهه بإيقاف وتعليق تنظيم المؤتمرات الدولية (داخلياً)، والاستثمار في دراسات وأبحاث متعلقة بأمراض القلب..!.
(يعني الدعوى استثمار في استثمار)، وطالما (الجماعة) ما دفعوا الرسوم خلنا نفضحهم هم و(سياحتهم) التي اكتشفناها بعد (عقد) من الزمن والتخصص في تنظيم المؤتمرات..!.
نشكر لأخينا الدكتور الفاضل (غيرته) ونتمنى التوفيق لاستثماره المقبل ولكن السؤال المهم: لماذا لم تخرج هذه التصريحات إلا بعد مرور (10 سنوات) من تنظيمك لهذه المؤتمرات؟!.
أما أن (بذخهم الخارجي) لم يكتشف إلا مؤخراً؟!.
طبعاً هذه مشكلة كبيرة في كل التخصصات وليس في التخصص الطبي وحده، واقصد هنا تكاليف المشاركات الخارجية لبعض الوفود أو اللجان (المتخصصة) لبحث قضية قد تكلف مصاريف وإقامة (أعضائها) أضعاف ما سيوفرونه لنا خلال خدمة جديدة أو فكرة جديدة وهذا ليس مجال (حديثنا اليوم)، فلنركز على القطاع الطبي ومؤتمراته.
(أمس الأول) سألت الرئيس التنفيذي لمنظمة ألزهايمر العالمية (مارك وورتمان) الذي يشارك في أول مؤتمر دولي عن الزهايمر في المنطقة: ماذا يعني مثل هذا التجمع العلمي في الرياض والذي تتبناه (جمعية ألزهايمر السعودية) من وجهة نظرة؟!.
قال كلمة واحدة مهمة جداً: إنها الريادة العلمية للسعودية (عربياً وإقليمياً) بعقد هذا التجمع العلمي الدولي، عندما تُعتبر (بنكاً ومرجعاً) لكل مقدمي الخدمة في المنطقة..!.
هكذا نريد من المؤتمرات العلمية والطبية التي تعقد في بلادنا، لا نحتاج للمطالبة (ببذخ) يوازي ما يصرف في المشاركات الخارجية..!.
نريد عقول تنظم مؤتمرات (علمية احترافية) بفضل خلق شركاء حكوميين وصحيين وأكاديميين وتقنيين وإعلاميين دون (تكاليف) أو إسراف..! وكما فعلت الجمعية الفتية (الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر) في مؤتمرها الدولي الأول وبالتعاون مع شركائها..!.
فقد تركت الجمعية لأهل الاختصاص (التنظير العلمي) و(التنظيم الإداري) وتفرغت لإنجاح تجمعهم دون أن تمارس أو تطبق المثل القائل (محش مجردة) وهو سبب بروز مصطلح (السياحة العلمية)..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net