ذكرت في المقالة السابقة أن ثمة إخوانيات شعرية بيني وبين الصديق خلف الحربي وعدت القراء بنشرها وهي بالمناسبة من الشعر (الحلمنتيشي) كما يسميه إخواننا المصريون ولا سيما أن القصائد التي نحن بصددها لا تخلو من اللهجة المصرية المحببة.. ومن هنا أقول وعمر القارئين يطول يقول خلف الحربي (ناخياً) صديقه المعلم هريدي حارس العمارة التي يسكنها:
(أنا نخيت المعلم هريدي
اللي حرس باب العمارة ولا نام
وأقول يا فرز الوغى يا صعيدي
هم بقلبي جاثماً مثل الأهرام).
أما أنا فقد صحبت (الجدع) سيّد طحاوي في رحلة للصحراء فتذكّرت نخوة أو بالأصح اسناد خلف في شكواه للمعلم هريدي فقلت (ناظماً).
يا بوفهد إن كان تنخى هريدي
اللي حرس باب العمارة ولا نام
أنا نخيت اللي فؤاده حديدي
سيّد طحاوي نسل كسار الاروام
يا كم رأس بحلته له هويدي
من فوق نار الغاز ما يشعم اشعام
ويكبّ كيس الرز ثم يزيدي
عليه بهارٍ من جنا الهند وسيام
وأذناب حيل فوق عيش وثريدي
وصياني إن قلطت كنها خيام
ومن بعد ذا يا مرز الوغى يا صعيدي
همٍ بقلبي جاثماً كبر الأهرام
من الصاحب اللي صار عني بعيدي
أبعد من (الدقي!) إلى نقرة الشام
والمشكلة محكوم حكم حديدي
من شايباً حكمه كما حكم صدام
يا كم رفض وفدي ولا عاد يفيدي
امحاولاتي لو لها عدة أعوام
ملعون أبو قاسي وشديد وعنيدي
حتى ولو أرسلت له عشر حكام
تكفى يا بومحمد يا عسى ما تفيدي
قل لي أنا أعمل أيه يا نسل الاحشام.
في المقالة القادمة سترون ما قاله المعلم طحاوي رداً علينا.