بك يا عبدالله -بعد الله- تُصان حقوق أمتك، ويُعلى من شأنها، ويُصغي الجميع لمطالبها، ويَصل صوتها، وتُفعّل مواقفها، ويُهزم عدوها، ويُخذل من يقف ضد إرادتها، وتُلبى -ولو متأخراً- حقوقَها المغتصبة.
***
بك يا أبا متعب -لا بغيرك- لن تتعب أمة أنت قائدها وملهمها، وصاحب أقوى صوت في الدفاع عنها، ولن تشعر أنها ضعيفة أو عاجزة عن الصمود أمام القتلة والظلمة، وأنت توقظ فيها العزة والكرامة وقوة المهابة أمام الجلادين.
***
لا أحد غيرك -يا خادم الحرمين الشريفين- يحمل هم أمته وحقوقها على امتداد الأرض العربية، وعلى هذا النحو وبهذه الصورة التي صارحت فيها الرئيس الروسي، وقبلها نقلتها إلى دول العالم، بأمل أن يحتكم زعماء العالم إلى قانون السماء، وإلى ما تمليه ضمائر الشرفاء حول ما يجري في سوريا الشقيقة.
***
وفي كل مرة يقتضي الموقف منك أن تقول كلمتك المدوية، ورأيك المنصف، وخيارك المنحاز دائماً إلى الحق ومع الحق، إنما ترفع وتعزز بذلك تاريخ وطنك بشموخه وقادته ورجاله ونسائه على امتداد مساحته ومدنه وقراه، بل إنك ترفع بذلك هامات أمتك على امتداد الوطن العربي من خليجه إلى محيطه.
***
وفي مثل هذا الوضع، وكلما مرت سحابة داكنة -كهذه التي تمر بها سوريا- فهنا يتهيأ العالم لسماع صوت عبدالله بن عبدالعزيز، وحكمته، ورؤيته، وما يمكن أن يدلي به من حلول لتغيير مسارات الأحداث إيجابياً لصالح الشعوب والاستقرار، ولصالح الحلم الجميل بدول تحكمها أنظمة عادلة فتعيش شعوبها في أمن وسلام واستقرار.
***
لقد قلت -يا سيدي- وباختصار مفيد وواضح وصريح، كلمتك للرئيس الروسي، وعبرت له بما يمليه ضميرك النقي، وبما ينسجم مع قراءتك للأحوال في سوريا بمنطق الحاكم العادل، والملك المجرب ورجل الدولة الذي لا ينطق إلا بما يجزم بأنه المخرج لسوريا وشعبها من نفق الأزمات المظلم.
***
رعاك الله من ملك يتوجس (بخوف شديد) مما يحاك من مؤامرات ضد شعب سوريا الأعزل الشقيق الذي أخذ خياره وقدم كل هذه التضحيات لتصحيح الوضع في بلاده، ومن خوف آخر من أن يكون لها تتابع في أجزاء أخرى من منطقتنا العربية ضمن تحرك مشبوه تقوده قوى حاقدة لخلط الأوراق؛ فالأعداء لن يستكينوا ولن يرتاح لهم بال ما بقيت الدول العربية ذات الأنظمة الصالحة والمستقرة في منطقتنا تنعم بالرفاهية والاستقرار والسلام.