كان اللقاء الأول الذي بين رئيس هيئة مكافحة الفساد، بنخبة من المثقفين السعوديين، ضمن فعاليات الجنادرية وكشف فيه رئيس الهيئة برنامج هذه المؤسسة الوليدة وأهدافها،

وأطلعه المثقفون على رؤيتهم لذلك وتطلعاتهم لما يمكن أن تقدمه هذه الهيئة للوطن والمواطن. وكان سقف التطلعات عالياً جداً بحجم وجود هذا الداء العضال وخطورته على التنمية وعلى المنظومة الحاكمة لعلاقة المواطن بمؤسسات الدولة الخدمية، وعلاقة هذه المؤسسات بخطط التنمية وبرامجها.

*ما قدمته الهيئة إلى الآن، لا يلبي المستوى كل طموحات المواطنين، والآلية التي عرض الرئيس لبعض عناصرها لا يمكنها استيعاب كل مظاهر الفساد ومعابره وأصوله وشرايينه الخفيَّة.

كما أن مطالبة هذه الهيئة بإنجاز يحقق ذلك كله -وهي ما زالت في بداياتها- قد لا يكون منطقياً ولا بد من إعطائها فرصة كافية لتحقق ما ننتظره منها، وما هي ملزمة به من واجبات.

لكنها مطالبةٌ أمام الأمة، بأن تصل إلى المعلن والمخفي تستأصله, وتقتص من العاملين عليه.

مطالبةٌ هي بأن تكون بحجم تطلعات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله, وحكومتنا الرشيدة، وتطلعات الوطن والمواطن.

مطالبةٌ هي بالمبادرة والسؤال والتقصي، والمتابعة الدقيقة لعمل الأجهزة والمؤسسات, وما ينطوي تحتها من فرق وفروع وخطط ومشاريع, وواقع أداء .

مطالبةٌ هي .. أمام الوطن والمواطن بإثبات قيمة دورها الوظيفي والوطني، وحماية مكتسبات الوطن, وواجبات الدولة وواجبات المسؤول وحقوق المواطن. وهي أهلٌ لذلك طالما ظلَّت وفيَّة لتطلعات الوطن والمواطن.

*المواطن بدأ يعي ويتأمل ويرصد، ويمايز ويفرز بين المعقول والمقبول.. وضدهما.. والمسافة بينها. بدأ يجاهر بشكواه أحياناً من جور الفساد وتداعياته.

المواطن على يقين بأنه في سلَّم أولويات واهتمامات قيادته، وأن شؤونه أُوكلت لمنظومة من المؤسسات والكيانات الوطنية، من واجب الهيئة أن تتابع مخرجاتها وإنجازاتها, وتقوِّم ما اعتلَّ منه. وتتعامل مع ما اجترأت عليه أيدي الفساد.