الأستروجين Estrogen هرمون أنثوي يفرزه المِبْيَض بشكل طبيعي، ويقل إفرازه عند توقف المرأة عن الإنجاب. ويؤدي نقصه للإصابة بالهشاشة وتخلخل العظام.
وقد أثبتت دراسات طبية مختلفة ظهرت مؤخرا بأن الأستروجين يعوق عمل الإنزيمات المسببة للالتهابات، ويعمل كخط دفاع أول للجسم ضد البكتيريا والفيروسات؛ مما يجعل النساء أكثر قدرة من الرجال على مقاومة الأمراض؛ لتأثيره في تنشيط الجهاز المناعي وزيادة مناعة الأوعية الدموية ضد الجلطات والالتهابات؛ مما يقلل حدوث الأزمات القلبية وينشط الدورة الدموية ويقوي العظام، وله مفعول على خلايا المخ والتمثيل الغذائي وزيادة توازن المرأة. ويساعد على مرونة الشرايين والمحافظة على مستويات الكوليسترول بالدم. كما أن تناول الأستروجين البديل يقوي الشعر ويحافظ على نضارة الجلد ويحسن البشرة ويحميها من الشيخوخة. إلا أن نتائج تلك الدراسات غير قاطعة، وهو ما قلل من إشاعة أن بشرة المرأة في سن متقدم تتحسن عندما تتلقى علاج الهرمونات البديلة التي ترفع معدل الأستروجين! وهو ما دعا كثيرا من الأطباء في عام 2002م لإيقاف علاج نساء بالهرمونات البديلة بسبب تزايد خطر إصابتهن بسرطان الجلد!
ومنذ ذلك العام زاد الجدل بين الأطباء حول فوائد تناول الأستروجين البديل ومضاره، ونشطوا بدراسة مدى تأثير إعطائه لمدة عشر سنوات وأكثر، وللأسف أظهرت الدراسات تضاعف خطر الإصابة بسرطان المبيض بسبب تناول الأستروجين لوحده، فنصح الأطباء بإضافة البروجستين Progestin لأي امرأة لم تجرِ عملية استئصال الرحم. ولم تظهر نتائج الدراسات مدى خطورة المشاركة بين هذين الهورمونين من عدمها، عدا تصريح الطبيبة الأمريكية كارمن رودريغوز: بقولها (أعلم بأن هذه النتائج ستثير الرعب في قلوب النساء) ! برغم إصرارها على فائدة الأستروجين! وهو حقا ما يثير المخاوف! والخبراء المنصفون يرون الحاجة لمزيد من الدراسات والأبحاث لإثبات العلاقة بين الاستخدام المديد للأستروجين وسرطان المبيض، في الوقت الذي يؤكدون مزاياه وعيوبه، فهو يمنع ترقق العظام، ويعالج الهبات الساخنة ويساهم في إنقاص خطر الأمراض القلبية وسرطان القولون، لكنه من جهة أخرى يمكن أن يسبب استخدامه الطويل سرطان المبيض والرحم وزيادة خطر سرطان الثدي.
وبين عامي 1982و1996م تتبعت الدكتورة رودريغوز211.581 امرأة، ماتت منهن 944 بسرطان المبيض. وبمقارنة مستخدمات الأستروجين مع غير المستخدمات له، تبين أن استخدامه لسنوات قليلة لا يؤثر بمعدل خطورة الإصابة بسرطان المبيض، بينما استخدامه لعشر سنوات أو أكثر يضاعف الخطورة.
وتبين بأن 43 من كل مائة ألف امرأة فوق عمر الخامسة والستين يتوفين بسبب سرطان المبيض سنويا، بينما تموت 414 سيدة بسبب أمراض القلب بعد مشيئة الله. وأن مضاعفة وفيات سرطان المبيض إلى 86 لكل مائة ألف امرأة يبقى أقل بكثير من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، مما يعني أن الوقاية من أمراض القلب التي يقدمها الأستروجين تعد مبادلة منصفة ولكنها محيرة!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny