لدى كثير من الإخوان في الوسط الرياضي، من المسؤولين والعاملين فيه مفهوم خاطئ جداً عن النقد الرياضي وأهميته ودوره، يطالب أولئك بأن يكون للنقد وقت أو زمن أو ساعة يمارس فيها، وأن يكون هناك وقت وزمن يتوقف عنه فيها وهذا من وجهة نظري خطأ ومسالة غير صحيحة، ولا متوافق مع النقد - أياً كان - رياضيا أو اجتماعيا أو سياسياً أو غيره، فالنقد هو حالة تمارس من قبل الشخص لفعل أو عمل أو وضعية قائمة أو حصلت بغرض تشخيصها واستخراج الأخطاء أو السلبيات والإشارة إليها، رغبة في الإحاطة بها من قبل المعني والاستفادة منها بتفاديها وتصحيحها،ولذلك فالنقد - عندي - يرتبط بالعمل حدوثه، والفعل منذ الشروع فيه وحتى إتمامه، ولأنه لا يوجد إنسان كامل (فالكمال لله وحده) لا يوجد بالتالي عمل كامل، في أي وقت من الأوقات، وذلك يعني أن وقوع الأخطاء أمر حاصل مهما كانت قوة العمل ودرجة الحرص عليه، وليس لذلك حد أو توقيت، وليس فيه عيب أو خطيئة ولا نقص في صاحب العمل أو في فكر من يعمل وإنما هي طبيعة الإنسان، لذلك استغرب ممن يطالبون بوقف النقد في فترة من فترات العمل، ومن ينادون بتجنبه في وقت من الأوقات بحجة الدعم وتوحيد الجهود، وهما مطلوبان بالتأكيد ولكن كل في مجاله، قيام الناقد بدوره هو تفاعل وجهده ودعم، وأتحدث هنا عن النقد الحقيقي البناء والمفيد، وليس النقد السلبي الهدام ،فالأخير غير مطلوب لا قبل العمل ولا عند الشروع فيه ولا في أي وقت من الأوقات لأنه يؤدي إلى الإحباط وقد يقود إلى التوقف والتعطيل. ويبقي الفيصل في الأمر حكمة المنقود والمسؤول أو المعني به وقدرته على الاستفادة وتوظيف والتفريق بين نقد وآخر، والتمييز بين الغث والثمين.
وعليه في إعادة تجزئة النقد وتوقيته توقفوا عن هذه الدعوة السلبية الخاطئة، ويا دعاة التصحيح بالنقد الصالح البناء لا تتوقفوا ولا توقفوا ممارستكم وعملكم في أي وقت ،ومن يعمل ويرفض ذلك ، فإن عليه الذهاب إلى منزله (يكبر المخده) وينام حتى لا يخطئ والنائم لا ينتقد.
كلام مشفّر
· النقد الحقيقي الصحيح والصالح والبناء يبدأ ويزداد مع تقدم العمل، فالناقد الحصيف والفطن والمتابع الجيد هو من يتلمس الأخطاء الصغيرة والسلبيات الدقيقة ويستخرجها ليشير إليها رغبة في تصحيحها وتفاديها ليتكامل العمل أكثر وأكثر
· دعم المنتخب الوطني الأول لكرة القدم من قبل النقاد والإعلاميين لا يكون بالصمت والتوقف عن النقد عندما يشرع في معسكر أو بطولة، وتكون هناك ملاحظة وما يستحق الإحاطة والعلاج في حينه، فما هي الفائدة من الصمت والانتظار حتى الانتهاء من المعركة وقد تسبب ثغرة ينفذ منها المنافس؟!
· تعديد الأخطاء والسلبيات بعد انتهاء الحدث والمشاركة فيه هو (تصيد) وليس علاج وقد يكون تشفي وانتقاص من العمل وليس نقداً، فما الفائدة التي يجنيها المسؤول أو المعني عندما لا يكون هناك مجال للتراجع والتعديل والتصحيح؟
· سقف عال جداً من الآمال والطموحات رسمه الرياضيون عموماً والكرويون على وجه الخصوص لاجتماع اليوم الهام الذي يعقده الاتحاد السعودي لكرة القدم بصورة لم تحصل من قبل في الاجتماعات السابقة.
· ورغم أن السقوف في مرات سابقة كانت متدنية إلا أنها كانت في بعضها صادمة للوسط الرياضي عندما خرجت دون الحد الأدنى من والطموحات والآمال كبيرة في أن تكون هذه المرة ليس أعلى من الطموحات والآمال وإنما ملامسه لها.
· الآمال الكبيرة والعريضة رُسمت بعد بعض التسريبات غير الرسمية عن الموضوعات المنتظر مناقشتها والقرارات المتوقع صدورها ،وان كان يقلل منها التصريحات الرسمية التي تؤكد أن الاجتماع لا ينتظر أن يصدر عنه قرارات مصيرية.
·مثل كل مرة يذهب فيها نادي الاتحاد إلى معسكر خارجي لا يذهب مكتملاً، وإنما يغيب بعض اللاعبين والأسماء المعروفة عن الالتحاق بالمعسكر في أيامه الأولى، وأصبح هذا الفعل متكرر منذ عام 2009م في معسكر إسبانيا المشهور.
· والغريب أن العذر الذي يقدمه بعض اللاعبين هو نفسه لا يتغير، والأغرب أن هناك بعض الصحفيين (المضللين) يروّجون لتلك الأعذار من غير مسؤولية أو خجل من القارئ أو حتى من أنفسهم.
· والحقيقة التي لم تعد غائبة على الواعين والفطنيين أن اللاعبين (العواجيز) الذين تقدمت أعمارهم لا يتحملون مشقة المعسكرات و(الكرف) والحمل التدريبي فيها فيتهربون عن الالتحاق بها في الأيام الأولى ويتعذرون بأعذار واهية وبعضها كاذبة.
· الأغرب من كل هذا أن تبقي الصورة عند بعض الجماهير الساذجة كما هي وأن يبقى لديهم اعتقاد أو ذرة أمل في اللاعبين العواجيز، الذين يهربون من المعسكرات وينتقون المباريات ويغيبون بمزاجهم ويحضرون متى شاؤوا ومتى رغبوا (!!) وإذا أردت أن تعرف السبب فتش عن القرار واسال عن الإدارات الضعيفة.