بعض المهتمين بالشأن الديني، يظنون أن القسوة والتهديد والتعالي والصوت ذا النبرة الحادة، هي ما سيتيح لهم تحقيق اهتماماتهم. وهذا الظن ربما يكون صحيحاً، قبل أن يدخل العالم إلى مراحل الوعي المفتوح ثقافياً وإعلامياً، والذي ينشغل به الأطفال قبل الشباب. أما اليوم، فإن هذا الظنَّ يجانبهُ الصواب.
لن يخدم أية قضية دينية أو سياسية، أن أخرج لكي أهدد كاتبا أو كاتبة بالقتل أو التشهير أو التسفيه، إذا أقام أي منهما محاضرة؟! من هو هذا الكاتب أو تلك الكاتبة، في مقياس الصورة العامة لدين البلاد او سياسة البلاد؟! المحاضرة ربما تمر مرور الكرام، دون أن يلتفت إليها أحد، لكن الغبار الذي تثيره التهديدات (وقد تكون من مجهولين) ستنعكس سلباً على المشاريع التي صُرف عليها مليارات الريالات، بهدف رفع شأن الإسلام وأهل الإسلام، وعلاقتهم مع الآخر الذي يتربص بهم.
اليوم، تهدد هذه الأصواتُ أفراداً ملتزمين بالدين، في محاولة منهم لترسيخ فكرة، أنهم هم وحدهم مَنْ يرفع لواء الإسلام. هؤلاء لا يزالون يظنون، أن بمقدورهم إثارة الرعب في نفوس كل من يشاؤون من خلق الله! والغريب أن أحداً منهم لم يصحُ بعدُ من هذا الظن!