- الكلام ما كان مكتفياً بنفسه أما القول فهو الجزء من الكلام.. فالقرآن كلام الله والآية قول الله.. كما أن الرأي والاعتقاد قول ولو لم يعبر عنه بالصوت.. ولسان الحال كلام حتى لو لم يكن ملفوظاً.. أيضاً الكلام هو حدث الفعل من تكليم وتَكَلُّم سواء فُهم أو لم يُفْهم أو كان مفيداً أو غير مفيد.
- الكلام هو كل ما تتكلم به دون شرط أن يكون مستقلاً بنفسه.. والعامة من الناس تتكلم بدوال اللغة المباشرة من إشارات ومفردات.. أما الكلام بمدلولات اللغة والمعاني فهو صنعة لا يجيدها إلا الماهرون.. كما أن الكلام في كل حال مشروط بالقصد والإرادة الواعية للإنسان حتى يحسب له أو يحسب عليه أو يعد هذراً يطير به الهواء.
- الكلام وسيلة اتصال.. وميزان عقل.. ودليل اتهام أو براءة.. وهو يقع عند كل الشعوب موقع الشرف.. فهو قيمة عالية.. وهو ذو تأثير مساوٍ للفعل بين الناس ذوي الإرادة.
- الكلام وصف لحدث بينما القول وصف لمضمون.. فكثير من الناس يتكلمون لكنهم لا يقولون شيئاً.. كما أن الكلام هو صوت أولاً ثم هو تعبير عن رغبة أو مكنون.
- الكلام الفردي ذاتي الاتجاه داخلي المصدر شخصي المنحى.. بينما الكلام العام (الإعلامي) فهو جمعي الاتجاه، عام الخطاب من خلال وسيلة إعلامية ولا ينتظر رداً فورياً بخلاف الكلام الفردي الإنساني الذي ينتظر الرد الفوري.
- المتكلم من خلال الكتابة يختلف عن المتكلم من خلال المشافهة.. فالأول لديه مساحة للتفكير وحرية في اختيار الكلمات والجمل ومراجعتها والنظر في مدى دقتها أو درجة انفعالها.. لذلك الحكم على الكلام المكتوب حكم على الصواب والخطأ وليس السرعة أو البطء.. بينما الكلام الشفهي يقع تحت تأثير المضطر التلقائي.. ولا يأتي على كامل المضمون المطلوب من الكلام.. أيضاً الكلام الشفهي يكون غالباً نتيجة شهوة تجيش بها النفس ورغبة غريزية.. أما الكلام المكتوب فهو مؤشر على سلطة.. لكن الكتابة تعجز عن التعبير عن مضمون الصوت مثل حدته أو مرحه.. حزنه أو فرحه.. انحيازه أو حياده.. الخ.
- وقد أوجز أبو حيان التوحيدي في كتابه «الإمتاع والمؤانسة» الفرق بين الكلام الشفهي والكلام المكتوب.. بقوله: المشافهة انغلاق، ضجيج، كشف عن قناع المعنى، طاعة وتبعية، إذعان واضطرار، حضور، تطابق، محاكاة وتمثيل، تقليد واتباع.. بينما الكتابة: انفتاح، صمت وتأمل، إنتاج المعنى، رغبة وحرية واختيار وإرجاء واختلاف، إبداع، تفكيك المنطوق، وتعدد بناء.