|
شكلت مواقف المملكة العربية السعودية الرسمية والشعبية تجاه إنسان الصومال بل وشعوب العالم وخصوصاً الإسلامية والعربية أنموذجاً في العمل الإنساني والدعم الإغاثي، فالمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بأن يخصص يوم لانطلاق الحملة الوطنية في جميع مناطق المملكة لتقديم التبرعات النقدية والعينية للتخفيف من معاناة الشعب الصومالي، تأتي انطلاقا من إحساسه بالمسؤولية تجاه المعسورين والمنكوبين في الصومال الشقيق الذين يعانون المجاعة ويكابدون المشقة والعوز والحاجة وحرصاً منه واهتماماً بكل ما يهم الشعوب الإسلامية، وتضاف هذه الوقفة الصادقة إلى سجل المبادرات الإنسانية التي يطلقها -حفظه الله ورعاه- دعماً لمساعدة الشعوب الإسلامية المنكوبة في كافة بقاع المعمورة. فالمملكة العربية السعودية كانت ولا تزال على المستوى الرسمي والشعبي الأولى في مد يد العون والمساعدة، منذ أن تدهورت الأوضاع السياسية والاقتصادية في الصومال الشقيق، وقدّمت الكثير من العون والدعم لتلك الدولة المنكوبة؛ سواءً عبر مساهمتها الصادقة في رأب الصدع والخلاف بين القوى السياسية المتنازعة بكل ما رأت أنه سيُنجح الجهود الرامية لإعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي للصومال، أو عبر المساعدات الإنسانية والطبية والحيوية اللازمة التي قدمتها في فترات متفاوتة، وهذا فقه دقيق, وحكمة مطلوبة, وسمة من سمات السياسة التي تنتهجها بلادنا المباركة وسمة من السمات التي يتميز بها ولاة أمرنا - أيدهم الله -, وجبلهم الله على هذه الخصال والأعمال, وتأسى بهم أبناء هذا الوطن المعطاء, حتى أصبح ذلك جزءًا من الثوابت التي قامت عليها المملكة, ومنهجًا لا تحيد عنه في كل الظروف؛ لأن ما يميز هذه المملكة الغراء أنها تحكِّم الشريعة في كل شؤونها، وتتمسك بالكتاب والسنة، والقيام بأعمال البر والإحسان، وتجلى ذلك في الصورة التكافلية التي انتظمت كافة مدن المملكة بعد نداء خادم الحرمين الشريفين حفظه الله, وكان ذلك خير مثال لتماسك الأمة وتراحمها وتعاطفها, حتى ليصدق عليها قول نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: (كالجسد الواحد), و(كالبنيان يشد بعضه بعضًا).
شكلت مواقف المملكة العربية السعودية الرسمية والشعبية تجاه إنسان الصومال بل وشعوب العالم وخصوصاً الإسلامية والعربية أنموذجاً في العمل الإنساني والدعم الإغاثي، فالمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بأن يخصص يوم لانطلاق الحملة الوطنية في جميع مناطق المملكة لتقديم التبرعات النقدية والعينية للتخفيف من معاناة الشعب الصومالي، تأتي انطلاقا من إحساسه بالمسؤولية تجاه المعسورين والمنكوبين في الصومال الشقيق الذين يعانون المجاعة ويكابدون المشقة والعوز والحاجة وحرصاً منه واهتماماً بكل ما يهم الشعوب الإسلامية، وتضاف هذه الوقفة الصادقة إلى سجل المبادرات الإنسانية التي يطلقها -حفظه الله ورعاه- دعماً لمساعدة الشعوب الإسلامية المنكوبة في كافة بقاع المعمورة.
فالمملكة العربية السعودية كانت ولا تزال على المستوى الرسمي والشعبي الأولى في مد يد العون والمساعدة، منذ أن تدهورت الأوضاع السياسية والاقتصادية في الصومال الشقيق، وقدّمت الكثير من العون والدعم لتلك الدولة المنكوبة؛ سواءً عبر مساهمتها الصادقة في رأب الصدع والخلاف بين القوى السياسية المتنازعة بكل ما رأت أنه سيُنجح الجهود الرامية لإعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي للصومال، أو عبر المساعدات الإنسانية والطبية والحيوية اللازمة التي قدمتها في فترات متفاوتة، وهذا فقه دقيق, وحكمة مطلوبة, وسمة من سمات السياسة التي تنتهجها بلادنا المباركة وسمة من السمات التي يتميز بها ولاة أمرنا - أيدهم الله -, وجبلهم الله على هذه الخصال والأعمال, وتأسى بهم أبناء هذا الوطن المعطاء, حتى أصبح ذلك جزءًا من الثوابت التي قامت عليها المملكة, ومنهجًا لا تحيد عنه في كل الظروف؛ لأن ما يميز هذه المملكة الغراء أنها تحكِّم الشريعة في كل شؤونها، وتتمسك بالكتاب والسنة، والقيام بأعمال البر والإحسان، وتجلى ذلك في الصورة التكافلية التي انتظمت كافة مدن المملكة بعد نداء خادم الحرمين الشريفين حفظه الله, وكان ذلك خير مثال لتماسك الأمة وتراحمها وتعاطفها, حتى ليصدق عليها قول نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: (كالجسد الواحد), و(كالبنيان يشد بعضه بعضًا).
وقد أتى تأسيس الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي ليكمّل حلقة من العمل الإنساني السعودي ويحكي جزءاً من قصة الدعم المتواصل الذي تقدمه مملكة الإنسانية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين - حفظهما الله - للدول والشعوب المتضررة في كافة بقاع المعمورة.
التأسيس:
تأسست الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي بموجب الأمر السامي رقم (40164/ م ب) وتاريخ: 20-9-1432هـ والقاضي بتنظيم حملة للتبرعات الخيرية لإغاثة منكوبي الجفاف والمجاعة في الصومال الذين تعرضوا لأسوأ موجة من الجفاف تضرب القرن الإفريقي وتنفذ البرامج والمشروعات الإغاثية في المناطق المتضررة تحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
***
الجسر الجوي:
وكانت هناك رحلات جوية إغاثية الخاصة بالحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي المغادرة من مطار القاعدة الجوية بالرياض إلى مطار مقديشو.
***
الجسر البري والبحري: بناءً على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الوطنية لإغاثة الشعب الصومالي سيرت الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي جسراً برياً مكوناً من مئتي شاحنة محملة بالمواد الغذائية والإغاثية والطبية المتبرع بها من الشعب السعودي لمصلحة الأشقاء في الصومال، تمهيداً لشحنها بحراً إلى ميناء مقديشو في الصومال.
وقد شرعت الحملة فور وصول الجسر البري إلى ميناء جدة الإسلامي بتجهيز حمولة الباخرة بحمولة أربعة آلاف طن وأعدت لها خطة عمل عاجلة بالتنسيق مع الجهات الإنسانية لتوزيع تلك المساعدات على المتضررين داخل الصومال واتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة لضمان وصولها وسرعة إيصالها عاجلاً وذلك للتخفيف من معاناة الأشقاء في الصومال والوقوف معهم في محنتهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية وتقديم العون والمساعدة لهم.
إنجازات الحملة على مستوى تقديم المواد الإغاثية للمتضررين داخل الصومال:
أولاً: حفل استقبال المساعدات السعودية بالصومال:
شهد ميناء مقديشو حفل استقبال رسمي وشعبي لباخرة الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي، حضره عدد من كبار المسؤولين بالدولة وأعضاء البرلمان ومنظمات المجتمع المدني وشيوخ القبائل بالإضافة لوسائل الإعلام المختلفة، وقد كان من ضمن الحضور من الجانب الرسمي كل من:
- معالي نائب رئيس الوزراء الصومالي عبد الوهاب أغاس حسين.
- معالي وزير الداخلية الصومالي عبد الصمد معلم محمود.
- رئيس الهيئة الوطنية لدرء الكوارث عبد الله محمد شروع.
ثانياً: تقديم المواد الإغاثية للمتضررين:
اهتمت الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي وكنهجها دائماً وحرصها على تسليم المساعدات إلى المستفيدين منها مباشرة وهي تتشرف بحمل هذه الأمانة العظيمة وتأدية هذه الرسالة الجليلة وفي هذا الصدد وقعت الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي اتفاقيه تعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، قبل وصول الباخرة إلى ميناء مقديشو، وذلك لتنفيذ برنامج توزيع التبرعات على المستفيدين من الأشقاء الصوماليين وبموجب الاتفاقية، يتولى مكتب المنظمة في مقديشو مهام استقبال وتفريغ وتحميل ونقل وتخزين حمولة الباخرة وتوزيعها. وقد بلغ عدد المستفيدين من المساعدات السعودية أكثر من (40927) مستفيداً.
تم توزيع التبرعات الغذائية السعودية رسمياً على المستفيدين عند أول سانحة، وقد تم التنسيق في عمليات التوزيع مع عدد من المنظمات الإقليمية العاملة في الصومال مثل هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، حيث تم إعداد بطاقات توزيع الحصص الغذائية على (40927) مستفيداً لتسهيل عملية توزيع الحصص الغذائية السعودية في أيام التوزيع.
تم تحديد المستفيدين من التبرعات الغذائية السعودية بناءً على قدر حاجتهم وحسب تقييم وفق المعايير التالية:
أطفال العائدين الفقراء والنازحين الجدد الذين وصلوا حديثاً إلى منطقة بنادر وشبيل السفلى.
الأطفال الأيتام الفقراء.
أفقر الفقراء في كل منطقة مستهدفة.
الأطفال المعاقون والمرضى عقلياً والمستضعفون.
وتم توزيع المواد الغذائية الجاهزة للأطفال تحديداً نظراً لاحتياجهم لها أكثر من البالغين، وتم اختيار المناطق المستهدفة بناءً على مدى احتياج وَضعف النازحين الجدد بها، وأعداد الأيتام، وأفقر الفقراء والأطفال المعاقين والمرضى عقلياً الذي يقطنون بها ولم تصل إليهم أية مساعدات بعد. كما أثرت العوامل الأمنية في اختيار مناطق التوزيع للحفاظ على سلامة وأمن النازحين عند استلام المعونات.
غطت الإعانات الغذائية السعودية منطقة بنادر وشبيلي السفلى بحسب التوزيع التالي:
منطقة بنادر: المدارس، وَمدارس الأيتام، وَمستشفى بنادر.
منطقتي بنادر وشبيلي السفلى: العائدون وَالنازحون الجدد.
منطقة أفقوي: المدارس.
***
ثالثاً: تأمين الخيام والأشرعة:
تأثرت العديد من المناطق الصومالية بالحروب الأهلية وموجات الجفاف التي ضربت القرن الإفريقي ونتيجة لذلك نزح العديد من المواطنين إلى المناطق الأقل تأثراً دون مأوى، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء تحت ظروف طبيعية قاسية، لذا أولت الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي هذا الجانب اهتماماً خاصاً، وصدرت التوجيهات الكريمة بضرورة تأمين الخيام والأشرعة ضمن خطة الإغاثة العاجلة التي تمت الموافقة عليها، وعلى الفور تم تأمين عدد مقدر من الخيام والأشرعة تم توفيرها من السوق المحلي تم شحن بعضها ضمن الجسر الإغاثي البحري الأول والدفعة الثانية تم شحنها ضمن محتويات الجسر الإغاثي البحري الثاني، وذلك بتكلفة إجمالية بلغت 5.017.500.00 ريال (خمسة ملايين وسبعة عشر ألفاً وخمسمائة ريال).
رابعاً: تشغيل مستشفى بنادر:
بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي، تم التعاون مع منظمة التعاون الإسلامي والهيئة العالمية لأطباء عبر القارات في تغطية احتياجات المستشفى من الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة وتأمين الكوادر الطبية والفنية وذلك ابتداءً من شهر رمضان 1432هـ وحتى نهاية العام، بتكلفة إجمالية قدرها 5.625.000.00 ريال.
تم تقديم هذا العمل بشكل مباشر عبر اتفاقية بين المنظمة ووزارة الصحة الصومالية وأطباء عبر القارات تكفلت الحملة بموجبها بتغطية الالتزامات التي ترتبت على تلك الاتفاقية في الفترة المذكورة بأعلاه.
خامساً: مشروع حفر الآبار:
نتيجة للأوضاع المتدهورة والتغير المناخي في الصومال تأثرت الموارد الطبيعية وتعرضت موارد المياه للتناقص المستمر، وقد فاقمت موجة الجفاف الحالية من صعوبة الوصول لموارد المياه الطبيعية معرضة بذلك حياة ملايين السكان للخطر، لذلك اهتمت الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي بهذا الجانب وأولته أهمية خاصة وصدرت التوجيهات السامية الكريمة بالموافقة على تنفيذ عدد 150 بئرا.
- منطقة بنادير:
حسب طبيعة المنطقة فقد تمت التوصية بأن يتم حفر 15 بئراً في منطقة بنادير على أن تخصص البقية 25 بئراً للمناطق الجنوبية الأبعد والأكثر حاجة للمياه.