ليست في الخفاء، وإن كانت بالدهاء تعمل إسرائيل على تهويد المسجد الأقصى، وتحجيم المصلين المسلمين الفلسطينيين وتضييق المكان والحالة عليهم فيه وفي ساحاته...
ما حدث مؤخرا من الشغب والتدخل العسكري في ساحته، وما تم من إحراق مقابل لمسجد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في بلدة فلسطينية أيضا.. ليس غريبا، وإسرائيل تتسيد في جرائمها ضد الحق، والإنسانية نصف قرن وأكثر...
هناك مجرمون آخرون ينتهكون الحق ذاته، تسيدوا، ثم بادوا.. على مر التأريخ..
وفي الحاضر المباشر، في ليبيا، ومصر، واليمن، وتونس، والعراق، وسوريا على المسار..
كلهم، أتت نهاية فسادهم عقوبات علنية، وحادة، وناطقة بقوة الله عليهم..
وكل من ذهب ضحية في معمعة جرافات الثورات هناك, كان تحت طائلة الشر الذي يعم...
كان فسادهم يسري في أوطانهم كما النار في الهشيم، سريعة خفية, علنية، وسريعة،..
وحدث، ويحدث لكل منتهك جبار، سارق، معتد، على الحق البشري، والشعوب في مجتمعاتها أن ينقلب عليه المجن،.. ويقيض الله للحق أصواتا، هديرها أقوى من النار، وأمضى من السلاح...
وهذه الثورات العربية ما إن انطلقت جذوتها إلا مضت بسرعتها كالنار, تلتهم الجبابرة، وتمسهم تحت الأديم الذي كانوا يدكونه دكا بأقدامهم، وتلحق بسماء رؤوسهم التي تطاولت نحوها أعناقهم..
وسبحان الدائم الذي يرسل عقوباته، ليتعظ المعتبرون.. ويهوي الغافلون...
فعند تصفح أخبار عامة كل يوم، تلف بك رأسك لفرط هذا الانثيال في الكشف عن بواطن،وخفايا، بلغت حد الانفجار فأتت على بيت العنكبوت فتشظى أشلاء..
هذه القوة، ودوافعها أما آن لها أن تنافح عن الأقصى بقوة الإيمان، ونارها فتدك بيت العنكبوت بهما؟
وآخر الأخبار صبيحة أمس ما شهده الأقصى في باحته، من اقتحام 40 عنصرا من قوات حرس الحدود الإسرائيلية، واعتدائهم على المصلين المسلمين، وفتحه للتلموديين، واليهود ليمارسوا عباداتهم فيه..؟؟
مع أن إسرائيل قد وضعت للثورات العربية حسابا في خانات تقديرها...؟
تحديدا كما كتب (نظير مجلي) من تل أبيب في الشرق الأوسط، بأن في الوقت الذي اندلعت فيه ثورات الربيع العربي، فإن إسرائيل أرجأت معها مشروعها لتهويد « محيط المسجد الأقصى المبارك، وأبرزه مخطط التهويد الشامل لمنطقة البراق « الذي بدأت فيه إسرائيل, ومضت شوطا بعيدا في الحفريات تحت أرضه، والذي كان كما ورد في تقرير مؤسسة الأقصى 2011 موسوما بملف (استكمال هدم طريق باب المغاربة وبناء جسر عسكري يوصل للأقصى)، وبلغ حده عند التنفيذ، (لكن لطف الله أولا وأخيرا ثم أجواء ومناخات الربيع العربي الإسلامي حالت دون ذلك، ودفعت في اللحظات الأخيرة رئيس وزراء إسرائيل إلى تأجيل التنفيذ).. - الشرق الأوسط عدد أمس الأحد 28-3-1433 الموافق 20-2-2012 تحت عنوان: « قوات إسرائيلية تقتحم الأقصى ومتطرفون يشعلون النار في مسجد آخر» -...
إن الوقت هذا..
منفذ للتفكير، وللتدبير..
لشحذ الهمم، وتحريك الوجدان..
لعضد السواعد، والنفوذ للثغرات..
خاصة بعد أن بهتت قضية فلسطين في صدور كثر من المسلمين، بتأثيرات عديدة، تبدأ بمواقف الفلسطينيين أنفسهم من بعضهم، لكنها لا تنتهي، ولا تقف عند الإحساس بتفردهم في مسؤولية الذود عن الأقصى، فقد أورد التقرير ذاته لمؤسسة الأقصى أن (150) اعتداء مسلحا على المسجد المبارك قد تم خلال العام 2011 م، إلى جانب الانتهاكات العديدة، ومخططات خطيرة تهدف لتهويده، وتشويهه، والمساس به.. متكأ البراق، ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم، والقبلة المشهودة..
فمتى يفوح شذى الربيع العربي في أرجاء فلسطين.., ويرفد بعطره عروق أبنائها..؟
فهي لا تزال قضية الكل..
ربما هو حلم قصي...
في مخيلة سرابية...