فاصلة:
(الكتابة هي رسم الصوت)
- فولتير -
الكتابة وإن كانت حرفتي إلا أنني في ظلّ دراسة الدكتوراه واجهت تحدياً كبيراً في الاستمرار في الالتزام بالكتابة.
في حياتي مررت بمصاعب عدة كان بإمكانها أن تبعدني عن الكتابة إلا أنني كنت دوماً أنتصر للكتابة لتظل هي التي تساندني في حياتي.
مع دراسة الدكتوراه في بريطانيا والتي تعتبر تحدياً كبيراً للتركيز والبحث وجدت نفسي في تجربة جديدة ومختلفة عن كل ما سبق، ووجدتني أطارد الأفكار فتهرب مني وأنا التي كنت دوماً أردد مقولة «مصطفى أمين» الأفكار على قارعة الطريق.
ما الذي يحدث في علاقتي بالكتابة لم أفكر يوما أن أعتزلها منذ أكثر من ربع قرن فلماذا أحاول الفرار منها اليوم!!
كانت لحظة السعادة والراحة بعد إنهائي المقالة تعوّض لحظات التوتر التي تسبق بعض المقالات حين تستعصي عليّ الفكرة، وكانت رسالة بسيطة من قارئ تعيد لي الإحساس القديم بفرحة معرفة قلب جديد وروح جديدة.
البعض يقول إنّ الكتابة عملية سهلة، مجرد تعبير عن الأفكار، هذا صحيح حينما تكتب دون التزام، لكن بعد أن تحترف الكتابة وتصبح اسماً في عالمها بحكم التكرار الزمني فأنت في كل مقالة تواجه اختباراً نفسياً بأن تظل أمام من يتابعك جديراً بوقته الذي قضاه في قراءة أفكارك.
وتركت الكتابة لفترة، في البدء كنت متحررة من الالتزام النفسي في أن أخصص وقتاً للزوايا الثلاث، لكن بمرور الأيام وجدت لدي أعراضاً تشبه من قرر أن يترك المخدر طوعاً فندم على قراره.
وتساءلت ما الذي تمنحني الكتابة حتى أحبها وآنس بقربها فإذا حاولت الفرار منها لحقت بي فأعود لكي أزداد التصاقاً بها.
في الكتابة عالم مليء بالدهشة، أشياء لا يمكن التعبير عنها بواسطة الكلمات إنما يمكن القول إنها حياة أخرى من الجمال والقيم السامية.
وحدها الكتابة إن أعطيتها لا تستغني عنك، وإن أحببتها أخلصت لك.
لذلك اعترف بأنني عدت إليها لأنني لم أجد راحة في البعد عنها أبداً.
وامتناني لرئيس التحرير الذي كان حليماً وداعماً لعودتي للسيدة الكتابة.
nahedsb@hotmail.com