منذ سنوات طويلة وأنا أحلم وأطالب بمبدأ الاندماج بين الناديين في المدينة الواحدة, تدفعني وتحفزني لذلك مبرارات عديدة اقتصادية وفنية وثقافية واجتماعية من السهل على أي متابع وقريب ومطلع على مايدور في الأندية إدراكها والإلمام بها والتأكد من صحتها ومنطقيتها, الأهم من ذلك أن الأيام أثبتت بأن الأمور تتجه يوما بعد آخر نحو الأسوأ, وأن الحلول الوقتية ستظل عاجزة عن فهم ومعالجة مايجري.

نسمع عن خصخصة الأندية وهي في تقديري مسألة تبدو صعبة ومعقدة إداريًا وماليًا وتنظيميًا لكنها لن تكون كذلك في حالة اندماج الكثير منها إلى كيانات جديدة قوية ومكملة لبعضها, أنا على يقين أن لدى الجميع سواء في الأندية أو في الرئاسة العامة لرعاية الشباب الرغبة والحماس والاقتناع بجدوى الدمج, وأنه الخيار المناسب والحل الشافي لكثير من مشاكل وأزمات الأندية السعودية, وخصوصا في هذا الوقت الذي زادت فيه أعباء ومتغيرات وطموحات الأندية, ليبقى فقط اتخاذ القرار بذلك متى وكيف وممن؟

طالما أن الأندية مازالت تابعة لرعاية الشباب, وهي أي الرئاسة معنية بإدارتها والإشراف عليها فلماذا لاتتخذ قرارا مصيريا بهذا الحجم؟ ماالذي يمنع من اندماج الاتفاق والنهضة, الرائد والتعاون, الفتح وهجر, الطائي والجبلين, الأنصار وأحد, أبها وضمك, العربي والنجمة, الكوكب والشعلة, الفيصلي والفيحاء, الحزم والخلود, وهكذا مع عشرات الأندية في مدن ومحافظات وأحيانا قرى المملكة؟ قرار تاريخي أجزم أنه سينقل الرياضة السعودية أندية وجماهير وألعاب ومنتخبات إلى مرحلة نمو ورقي وازدهار هي بالضبط ماكنا ومازلنا نتطلع إليها بعد انتكاسات السنوات الأخيرة..

فتش عن النظام

في الحوادث المرورية المرعبة الدامية والمثيرة للفزع, عن الفوضى والتلاعب بالأسعار, وفي عبث وتجاوزات بعض الإعلاميين, كذلك عدم انضباطية اللاعب المحترف وبالتالي تدهور مستواه سلوكيًا وأدائيا, في قضايا ومشاكل البيئة وعدم المحافضة عليها, عن ممارسات وتصرفات أخرى لها تأثير مباشر على حياة ومصالح الناس أبحث عن النظام في هذه الجهة أو ذلك القطاع, وعن مدى تطبيقه والالتزام به؟

رغم الجدل الواسع حول بعض تفاصيله وطريقة أدائه لاحظوا كيف ساهم نظام ساهر في الحد من الحوادث المرورية, والأمر نفسه ينطبق على الكثير من إجراءات القبول والتسجيل في الكليات والجامعات أو أية مؤسسة لاتخضع للتدخلات وللأهواء والرغبات الشخصية وإنما تتم إلكترونيًا وفق بيانات وأرقام علمية دقيقة منصفة وعادلة تعطي كل ذي حق حقه, بل لاحظوا كيف يلتزم الأفراد أنفسهم بالقوانين بمجرد انتقالهم إلى دول جادة وحازمة في التعامل مع أنظمتها.

من أجل الاستفادة من سخاء ومقدرات وخيرات الوطن ومن حب ورعاية واهتمام وإنسانية قائده, ولتحقيق أهداف الارتقاء والتطور للوطن والمواطن لابد من إعادة صياغة الكثير من الأنظمة بما يتناسب مع واقع وظروف ومتطلبات العصر, والعمل على تطبيقها بطريقة خالية من الاستثناءات والمجاملات لأي كائن من كان ..

تعلموا من الأهلي

بدأ الأهلي يخطط بجد لمستقبله واستثماراته بإقراره مؤخرا دراسة فكرة إنشاء شركة لإدارة قطاع فرق كرة القدم في النادي على غرار ماهو معمول به في اليابان ثم الإمارات, هذه الفكرة الرائدة والخطوة المهمة جاءت في الوقت المناسب وفي النادي الأنسب والمؤهل فكريًا وإداريًا وثقافيًا لاعتمادها وضمان نجاحها..

فيما يتعلق بالمنشآت والتنظيمات والنقل التلفزيوني ولوائح الاحتراف والاستثمار كنت دائمًا أتحدث عن ضرورة أن نقتدي ونستفيد من تجارب ونجاحات الآخرين ليس في أوروبا ولا حتى في شرق قارتنا آسيا وإنما في قطر والإمارات, وهذا بالطبع يتطلب منا أولا النظر بعين الاعتراف بأننا تراجعنا ولم نعد كما كنا عليه مقابل تفوق وتطور غيرنا, وما ينوي الأهلي القيام به أرجو أن يكون محفزا لبقية الأندية السعودية, بدلا من أن يتحول إلى مثار نزاع وصراع لانجني منه سوى المزيد من التخبط والتعصب والاحتقان, كما حدث غير مرة في مواقف وإنجازات تفوق وانفرد وتميز بها الهلال, فكان الرد من منافسيه التهميش والتشكيك وليس احترامه والاقتداء بأفعاله..

· باختصار شديد, لم يكن الاتفاق مؤهلا لتجاوز عقبة الاستقلال..

· سيعود بتال القوس كما عهدناه المتألق المناضل من أجل شرف ورقي مهنته ونزاهة وسمو وروعة مبادئه..

· علينا ألا نجعل من ملابسات استبعاد العابد والدوسري والموسى بسبب الإصابة قضية مزعجة ومربكة للأخضر في هذه الأيام العصيبة الحاسمة..

· بعض الأندية ملأت الدنيا ضجيجا تتسول أعضاء الشرف, وقبل ذلك تهربت وتحايلت وتلاعبت بالأنظمة حتى لاتدفع مستحقات اللاعبين والمدربين والأندية الأخرى, وهاهي اليوم تقيم معسكرات تكلف الملايين هي للترفيه أكثر من أي شيء آخر..