|
شارك كرسي الأمير سلطان لدراسات العمل الخيري بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة بكتاب «مضامين إنسانية في سياسة الملك عبدالعزيز الاجتماعية واستمراريتها في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز» وذلك من ضمن مشاركة جامعة الإمام في فعاليات المهرجان.
وقد ألّف الكتاب أستاذ الكرسي أ.د. راشد بن سعد الباز. وقد قدّم للكتاب معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، حيث أشار إلى أنّ المضامين الإنسانية التي تناولها الكتاب تظهر بوضوح قوة العلاقة بين الراعي والرعية في هذه البلاد المباركة ومقدار القرب والمحبة التي بينهم مما يستوجب الحفاظ على هذا الوطن قوياً متماسكاً ضد التحديات أياً كان نوعها، ويستوجب الالتفاف حول قادته الأوفياء الذين يسعون بكل عزم إلى تقدمه وعلو شأنه وتحقيق الرفاهية لأبنائه والسير به إلى بر الأمان.
وقد تناول الكتاب المضامين الإنسانية والخيرية في سياسة الملك عبدالعزيز الاجتماعية من خلال الاستقراء العلمي والتحليل لعدد من خطابات ورسائل الملك عبد العزيز المتصلة بجانب الرعاية الاجتماعية، والتي تحمل مضامين ومعاني كبيرة يتضح من خلالها سمات شخصية الملك عبدالعزيز الدينية والإنسانية، والتي تعكس سعيه في ضمان الرعاية الاجتماعية للمواطنين -خاصة المحتاجين منهم- وإغاثة كل ملهوف. وأوضح الكتاب أنّ في سيرة الملك عبد العزيز وتعامله مع الأحداث عبر ودروساً يُستفاد منها، فالملك عبد العزيز -يرحمه الله- لم يكن قائداً سياسياً وعسكرياً فحسب، بل مفكراً اجتماعياً واقتصادياً.
وقد استعرض المؤلف عدداً من الوثائق التاريخية، وخطابات الملك عبدالعزيز -رحمه الله - والتي تتضمن توجيهاته لأمراء المناطق والمسؤولين وقام بتحليلها، وقد أظهرت الدراسة شمولية سياسة الملك عبدالعزيز في الرعاية الاجتماعية لأنواع عديدة من الفئات المحتاجة، وعدم تقيدها بالفئات التقليدية، التي اتصفت بها خدمات الرعاية الاجتماعية الحديثة، بالإضافة إلى استخدامه أساليب متنوعة في تقديم أوجه الرعاية وإيصالها لمستحقيها؛ مما يُعبر عن شخصية الملك عبدالعزيز الإنسانية، وحبه للخير، وحرصه على تقديم ما فيه كل نفع لمواطنيه، بالإضافة إلى حنكته القيادية والإدارية، ومن ذلك رؤيته الاقتصادية الحكيمة المعتمدة على البعدٍ الإنساني في تعامله مع ارتفاع أسعار السلع والمؤن والتي حدثت في وقت من الأوقات.
والرغم من عظم التحديات التي واجهت الملك عبدالعزيز في تأسيس الدولة والتي تأتي في مقدمتها العمل على توحيد البلاد ولَمّ شملها تحت راية التوحيد والاعتناء بأهم قضية تهم الإنسان وهي توفير الأمن وبالرغم من ضعف الموارد وقلة الحيلة الاقتصادية إلا أنّ الرعاية الاجتماعية لم تكن غائبة عن الخريطة عند الملك عبد العزيز -رحمه الله- فلم تثنه تلك الظروف عن تقديم الرعاية الاجتماعية للمواطنين تجسيداً للمبادئ الإسلامية في مسؤولية الحاكم عن رعيته وتعزيزاً لمبدأ التكافل الاجتماعي.
وقد توارث أبناء الملك عبدالعزيز -رحمه الله - النهج الإنساني في السياسة الاجتماعية- والتي محورها الاهتمام والعناية بالمواطن، حتى وصلت في أوجها في العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أيّده الله، والتي توالت الاصلاحات لرفع مستوى المعيشة للمواطن وتنمية المجتمع منذ توليه سدة الحكم حيث أوضح ذلك الكتاب.