|
بقلم أثينا فونغاليس-ماكرو وأندريا غالانت (*)
قد يفترض بعض الناس أنّ المرأة تفضّل القادة النساء على القادة الذكور، كونهنّ الأكثر قدرةً على إدراك التحديات المهنية التي تتصدى لها المرأة ومساعدتها على تخطي متاهة منتصف المسيرة المهنية.
ولكنّ هذا الافتراض قد يكون خاطئاً. وعليه أعددنا استطلاعاً حول 92 امرأة في منتصف مسيرتهن المهنية، يعملن في ثلاث مؤسسات في مجال التعليم العالي من أجل معرفة ما تريد المرأة فعلياً من قادتها. ومن ثم، أجرينا ثماني مقابلات مطولة مع أشخاص يتوقون إلى القيادة، محاولين تسليط الضوء على الممارسات التي تصب في صالح النساء اللواتي يرغبن في ارتقاء سلّم القيادة المؤسساتية.
وما الذي اكتشفناه؟ بشكلٍ عام، لم تبدِ النساء في منتصف مسيرتهن المهنية أي تفضيل للقادة من جنسهنّ، إنما تطلعن إلى النمط الذي يتبعه كل قائد بصرف النظر عن جنسه، فضلاً عما يقوم به من تحركات تثير اهتمام النساء إلى حد كبير.
وفي ما يلي أربعة أشياء يمكن للقادة أخذها بعين الاعتبار إذا ما أرادوا توفير أفضل أنواع الدعم للنساء الطموحات:
1. إظهار الصفات القيادية الحازمة والمتساهلة في آن. تفضّل المرأة القادة الذين تجتمع فيهم الصفات التي تتوافر مبدئياً عند جانبي الخط الجندري. كما يرغبن في رؤية قادةٍ «متعاطفين ومتعاونين ورؤوفين» ولكن «قادرين على انتهاج قيادة إستراتيجية وحازمة».
2. اتخاذ خطوات حاسمة. تسعى المرأة خلف القيادة الحاسمة والقائمة على اتخاذ الخطوات، حيث أنّ مقاربةً استشارية وغير مؤكدة لاتخاذ القرارات هي أقل فعالية في هذا الصدد. فبرأي امرأة في منتصف مسيرتها المهنية، «الرجال يتصرّفون بصورةٍ مباشرة – هذا ما ستكون عليه الأمور بغض النظر. أما النساء، فيفكرن بهذه الطريقة: «أعتقد بأنه ينبغي علينا أن نتصرف على هذا النحو، لكن قد يكون علينا أن نأخذ هذه وتلك من الأمور بعين الاعتبار».
3. الإيحاء والنظر إلى المشهد الكبير. تريد النساء قادة أصحاب رؤيا فعلية. وبحسب إحدى المشاركات اللواتي شملهنّ الاستطلاع، «لقد عرفت عدداً من القادة الذكور وقد لاحظت أنهم أكثر ارتياحاً وأقل توتراً وينظرون إلى دورهم «من وجهة نظر أكثر شمولية». الحقيقة أنه ينبغي على القادة أن يكونوا قادرين على تزويد النساء برؤية مستقبلية لشركتهم والمهام التي يمكن أن يضطلعن بها.
4. التركيز على تولّي القيادة. بإمكان النساء في منتصف مسيرتهنّ المهنية التمييز ما بين القادة الذين يتحكمون بالسلطة ويحافظون على مراكزهم. وهذا الأمر لا يخلق سوى الإحباط والتوتر، والنساء لا يرغبن إلا في قادة قادرين على المخاطرة وتمكين الابتكار.
وفي الختام، يذكر أنّ المزيد من النساء سيتخذ مراكز قيادية فقط في حال اختبارهنّ مفهوم القيادة الفعالة – تحت جناح قادتهنّ بصرف النظر عن جنسهم.
(*) (أثينا فونغاليس-ماكرو وأندريا غالانت هما باحثتان في مجال التعليم والقيادة والمنظمات. وهما تجريان في الوقت الحالي أبحاثاً حول النساء والقيادة في جامعة «ديكين» (Deakin University) في ملبورن، أستراليا.)