|
بقلم - بريان والي (*)
يتمثل واقع خدمات التسويق عبر الإنترنت في إجراء أكبر قسمٍ منها تقريباً في إطار منصات مملوكة لشركات أخرى. فالمنصات على غرار «فيس بوك» و»غوغل» توفرّ بيئات يسهل من خلالها نجاح بعض الاستراتيجيات التسويقية، فيما يصعب أو يستحيل نجاح بعضها الآخر. وإنّ أكثر ما يتسبب بمشاكل للأطراف العاملة في مجال التسويق هو التغيّر المستمر لهذه المنصات على امتداد تطوّرها.
غير أنه بإمكان هؤلاء أن يكونوا أكثر استعداداً للتغيير، حيث إنّ المسوّقين الذين يطرحون على أنفسهم الأسئلة التالية لا يمكن الإيقاع بهم على حين غرة، كون عملهم يساعدهم على التواصل مع جمهورهم، وكون المسألة لا تقتصر على طريقة تواصل محددة.
ما السبب الكامن وراء إرساء هذه المنصة أو تلك؟ إنّ وراء كل منصة تسويقية هدفاً أساسياً أو غرضاً ينبغي تحقيقه، سواء أكان ذلك من خلال تشاطر المحتوى مع المستخدمين أو جمع الأخبار. ففي البدء، كان الهدف من موقع «فيس بوك» تمكين الناس من تشاطر الأشياء التي تعجبهم والبقاء على تواصل. لكن، ومع تغيّر وظيفة الموقع من وقتٍ إلى آخر، بقي هذا الأخير وفياً لفلسفته الأصلية، كما حاول تسهيل الأمور على المستخدمين ومنحها إطاراً أكثر أماناً. والأمر سيان بالنسبة إلى منصات أخرى. ومن هذا المنطلق، لا بد لكم من السعي لمعرفة كيف ولماذا تم إطلاق إحدى المنصات قبل الشروع في خططكم التسويقية.
ما هي خاصية الميزة القاتلة بالنسبة إلى جمهور إحدى المنصات؟ بدلاً من أن تزرعوا إعلاناتكم ضمن حدود المقبول وبدلاً من أن تستخدموا الإستراتيجية نفسها في مواقع مختلفة، اسعوا خلف نجاحات طويلة الأمد مع الأخذ بعين الاعتبار اهتمامات العملاء، واعملوا على استحداث شخصية مظهرية للمشترين الذين يستخدمون كل منصة ومن ثم استندوا إليها من أجل تطوير إستراتيجيتكم التسويقية.
أمن مكان آخر ينشط فيه جمهوركم إلكترونياً؟ فيما تعملون على تطوير إستراتيجية ومنهجية لكل منصة، استمروا في تعقّب المواقع أو الأنظمة الأخرى التي يستخدمها عملاؤكم، حيث أنّ كل منصة من هذه المنصات توفّر فرصة إضافية لاستقطاب اهتمام جمهوركم. لكن، إذا لم تكونوا أكيدين مما تقدّمه المنصات الأخرى، عليكم أن تجروا استطلاعاً أو أن تسألوا بعضاً من عملائكم الحاليين عن المواقع الأخرى التي ينشطون فيها إلكترونياً. كما قد يسهم التواصل مع عملائكم عبر منصات متعددة في توطيد أواصر علاقتكم بهم. وفي الختام، احرصوا على استخدام ما تعلّمتموه للخروج بشيء جديد، بدلاً من نسخ الإستراتيجية نفسها والأمل بأن تنجح في أماكن أخرى.
(*) (بريان والي هو مسوّق في شركة «هوب سبوت» (HubSpot) المتخصصة في مجال البرمجيات الإلكتروني في كامبريدج، ماس).)