ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 17/02/2012/2012 Issue 14386

 14386 الجمعة 25 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

رغم أني لم ألتق الكاتب حمزة كاشغري في حياتي، ولم أعلم عن حسابه في توتير سوى بعد تغريداته الآثمه حول النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، إلا أنني وجدت نفسي في تويتر قبل أيام متهما في سلته دون أي سبب!

لا أعرف سببا سوى أنني استكثرت على بعض المغردين الهجوم العنيف على شخصه بعد إعلانه توبته وبراءته مما كتب بل وإعلان إسلامه من جديد حسب البيان الذي أصدره وأكده المقربون منه.

أعلم أن البعض ممن هاجموني الآن يعقدون حواجبهم فرحا وانتصارا بعد حواره القميْ -الذي لا أعلم صحته- مع صحيفة أجنبية يؤكد فيها أن ما كتبه هو الطريق إلى الحرية!.. أشعر بالحزن أكثر اليوم بعد متابعة الفرح الذي عم بعض المهاجمين لهذا الكاتب -الأحمق- بعد إعلان عودته الثانية وإصراره على الإلحاد والانتقاص من المصطفى صلى الله عليه وسلم..

وكأن الأصل هو الفرح بالآثم لا العودة عنه! لم يكن الجدل في قضية حمزة كاشغري بالنسبة لي مطلقا حول تدخل القضاء للنظر في بشاعة فعلته - فقد حسمها خادم الحرمين الشريفين وأحالها إلى الشرع المطهر الذي يرتضيه كل مسلم - ولا حتى محاسبة كل من تسول له نفسه العبث بمعتقداتنا ومقدساتنا دون رادع من خلق أو دين، لكن منشأ الخلاف محاولة البعض طمس وإلغاء إعلان عودته وبراءته الأولى مما كتب وعدم الاعتراف بها أصلا، بل وإصدار حكم الردة والعقوبة لدرجة أن أحد المغردين أعلن صراحة أنه سيقتل حمزة فيما لو أصدر القضاء الشرعي حكما سوى القتل الذي يراه الحكم الوحيد العادل! حمزة كاشغري شاب صغير استخف الشيطان عقله وساقه إلى طريق الضلالة والغي، وسيدرك يوما هو ومن يعتقد قوله إن الحرية ليست سوى في هذا الدين العظيم والتمسك بهدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، لكني أتساءل عن حجم الخلل المجتمعي والثقافي والوعي الشرعي الشعبي في ردات فعل الكثير من المتحمسين في قضية حمزة كاشغري، والمؤلم أن بعضها قد صدر ممن ينتمي إلى العلم الشرعي، فالانتقاص من النسب والأصل ليس من منهج محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أمر أحد الصحابة بأن يضع خده على التراب ليطأه ويقتص منه أعجمي أهان نسبه وأصله، متناسين أيضا أن أبا لهب وهو من نسب محمد صلى الله عليه وسلم قد ذم في القرآن الكريم باسمه دون غيره ممن سبوا وأساؤوا إلى الرسول الكريم وفي ذلك دلالة وحكمة بليغة، كما أن الإمام البخاري رحمه الله خدم سنة الرسول الكريم وساهم في حفظها ونشرها أكثرمن إصحاح العرب رغم أنه أعجمي الأصل! الحديث والإنكارعلى هؤلاء المندفعين دون هدى أيضا يشابهه اندفاع أقوام أضحوا يرون الحرية في انتهاك المقدسات والوقاحة في التعرض لذات الله جل جلاله وملائكته وكتبه ورسله من أجل الشهرة مستغلين زخم الإعلام البديل وشبكات التواصل الاجتماعي دون وعي بالعواقب! هرب حمزة بعد فعلته الشنيعة واختار مصيره ليعود بعد ذلك مكرها إلى بلاده، لكننا لا بد أن نستلهم من تجربة الحدث قراءة متعمقة لواقع مجتمعنا ومحددات ردات أفعاله وأن نتعلم منها الدروس، فالقضايا الشرعية والمنهجية ينبغي أن يتجاوز فيها العلماء وطلبة العلم وقادة الفكر خصوصا اتجاه الرأي العام والحماس المصاحب له إلى طرح الرأي الشرعي دون مراعاة لعاطفة الناس.

أخيرا فإن هناك من تحدث عن ظاهرة إلحادية فعلية يعانيها شبابنا وفتياتنا ولا أعلم على أي إحصائية استندوا في ذلك وقد رأوا أن أكثر المتحمسين والمنكرين على المدعو حمزة هم الشباب والفتيات.. ولا يذكرني هذا الرأي سوى بالمتحمسين الذين اتهموا مناهجنا الدراسية بتفريخ الإرهابيين بعد الحادي عشر من سبتمبر مع أن أغلبية الإرهابيين في العالم لم يتعلموا في مدارسنا ولم يزوروها أصلا؟! اليوم أعتقد أننا بحاجة إلى أن نتجاوز ردات الفعل والاستسلام إلى عواطفنا تجاه قضايانا الملحة إلى التعمق في النظر إليها وتحليل أبعادها ومراجعة مواقفنا تجاهها بعد أن تهدأ العاصفة!, كما أننا بحاجة فعلية إلى أن نعرف عالم الشباب من الداخل ونحرث عقولهم الخصبــة بأسئلة الحــوار والإقناع ونتعلم أن ننصت لهم قبل فوات الأوان!..

على الود نلتقي.. ودمتم إلى لقاء.

Eco-manager@al-jazirah.com.sa
 

أنا وحمزة كاشغري.. حديث قبل فوات الآن!
فهد بن عبد الله العجلان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة