أصدر التصنيف الإسباني ويبوماتركس تصنيفه يناير 2012م وجاءت النتائج حسب ما نشرتها العديد من وسائل الإعلام على النحو التالي: جامعة الملك سعود يوليو 2010م - 164 يناير2012م 214، جامعة الملك فهد يوليو عام (2010م) 178 يناير 458، جامعة الملك عبد العزيز يوليو عام 2010 -292 يناير2012م 699، جامعة الإمام يوليو 2009 م- 636 وفي 2012م خارج التصنيف، جامعة الملك فيصل يوليو 2009 -993 يناير 2012 م 1211، جامعة أم القرى يوليو 2010م 681 يناير 2012م 1592، جامعة الملك خالد يوليو 2009 1268 يناير 2012م 1835. وكما هو معلوم أن التصنيف يهدف إلى دفع الجامعات لتقديم ما لديها من أنشطة علمية تعكس مستواها العلمي،كما يهدف إلى ترتيب الجامعات ويقيس أداء الجامعات من خلال مواقعها الإلكترونية ضمن معايير مثل حجم الموقع والأبحاث، والروابط والظهور... وهذا يعيدنا إلى المربع الأول عندما استيقظنا ذات صباح عام 2006 واكتشفنا أن جامعاتنا في ذيل القائمة فكانت كالصاعقة، حينها قامت الدنيا من حولنا وتحركت جميع مؤسساتنا العليا والتنفيذية والاستشارية وتبنى مجلس الشورى هذه القضية لأنه اعتقد أننا ضربنا بمقتل علمي وحضاري وخاصة أن الدولة دفعت المليارات للتعليم الجامعي وأن الملك عبدالله جعل قضية التعليم إحدى قضاياه الداخلية الرئيسة وكانت بالتزامن مع تولي الملك عبدالله مقاليد الحكم وكان وما زال الملك - حفظه الله- يقود مرحلة تطويرية مما جعلها تتفاعل في جميع محافلنا كوننا نقبع في ذيل القائمة وتتقدَّم علينا دول أقل اقتصادياً وسكانياً وحتى حضارياً، ثم إن هذا لا يناسب مع تخصيص ربع الميزانية سنوياً للتعليم وفي نهاية الأمر جامعاتنا تصنيفها في قائمة الأربعة أرقام أي بالآلاف... صاعقة 2006م تتكرّر في تصنيف 2012م، حيث تراجعت إلى أرقام متأخرة جداً وبعضها خارج التصنيف، في حين كانت سابقاً ضمن التصنيف حتى إن بعض جامعاتنا ليست لها تصنيف يذكر في أي من التصنيفات العالمية، وبالتالي هناك أسئلة عالقة وحائرة على شكل استفسارات:
أولاً: تعرضت جامعاتنا للنقد العنيف عام 2006م وعندما اتجهت إلى تحسين مراكزها في التصنيفات العالمية وحققت مراكز متقدمة وتبنى هذا التغيير جامعة الملك سعود التي حسنت من موقعها في معظم تصنيفات التعليم العالي اتهمت في أخلاقياتها المهنية ومصداقية باحثيها والتشكيك في نهجها الأكاديمي، فهل هذا الإحباط الذي تعرّضت له الجامعات السعودية من 2006م حتى 2012م دفعها إلى إهمال تتبع تحسين المركز في التصنيف العالمي باعتباره (وهماً) علمياً وليس مؤشراً لأداء الجامعة كما ادّعاه البعض وقاد الآن إلى مراكز الآلاف والخروج من التصنيف.
ثانياً: مدى تأثير إعلان الرياض الذي تمخض عن معرض ومؤتمر التعليم العالي العام الماضي والذي أشار صراحة إلى التقليل من أهمية التصنيفات العالمية. فالتوصيات خرجت تحت مظلة وزارة التعليم العالي.
ثالثاً: هل نجحت الحملة الإعلامية والعلاقات العامة من بعض وسائل الإعلام ومن الشخصيات الأكاديمية التي تبنت إعلان الرياض بصفته نقطة حسم لإيقاف الصرف المالي باعتبار التصنيف ليس غاية ولا هدفاً ولا وسيلة وتحت هذا الغطاء جاء التحرك الإعلامي والعلاقات العامة لنزع التميّز والتنافس بين الجامعات. وتم التعامل معه على أنه عمل هامشي وغير مجد، بل معيبة للجامعات وكأن الجامعات في تحسين موقعها العالمي ترتكب خطيئة وذنباً. (يتبع).