جدة - فهد المشهوري:
أزمة نقص الأسمنت وارتفاع أسعاره لا تزال تسيطر على أسواق جدة حيث قفز سعر الكيس إلى 24 ريالاً في المنطقة الغربية، واشتكى عدد من المقاولون وأصحاب الانشاءت من شح كميات الأسمنت المعروضة في المنطقة، خصوصاً وأن المنطقة تشهد عدداً كبيراً من مشاريع الإنشاءات الضخمة.وبدأ موزعو الأسمنت أمس غير مبالين بما قد يسببه ذلك الارتفاع في إعاقة الكثير من المشاريع والمساكن التي مازلت تحت الإنشاء.. وألقوا بالأسباب على المصانع التي اتهموها بأنها هي السبب الرئيس في شح الاسمنت لتجفيف السوق ورفع الأسعار، وعزا موزعون شح الكميات وارتفاع الأسعار إلى طول فترة الانتظار التي تقضيها الشاحنات لحين تمكنها من التحميل في مصانع المنطقة الغربية.في حين عمدت وزارة التجارة إلى التوزيع بتصاريح البناء وبعدد لا يتجاوز 50 كيسًا لتصريح الواحد.
وفي جولة لـ (الجزيرة) على برحه بيع الأسمنت الرئيسية في كيلو 7 بجدة أشار العاملون هناك بأصابع الاتهام إلى بعض الموزعين الذين يتعمدون إيجاد سوق سوداء نتيجة الإقبال على المنتج، وتكدس بعض الشاحنات وتأخرها في تسليم الكميات المخصصة ،أما أصحاب المشاريع والمقاولين فأكدوا انه في حال استمرار نقص الكميات المعروضة فإن ذلك سيسهم في تكبدهم خسائر تتراوح بين 10 و15 % من قيمة المشروع، خصوصاً أن تكاليف هيكل الخرسانة للمنشأة من المتوقع أن تزيد بنسبة 25 %.
من جهته أوضح خلف العتيبي رئيس لجنة البناء والتشييد في غرفة جدة بأن الإشكالية ليس من المصانع بل من الموزعين الصغار الذين يحتكرون السوق ويعملون على تجفيفه بهدف تقليل العرض لزيادة السعر. وطالب العتيبي بضرورة وجود عقاب رادع من وزارة التجارة للمتلاعبين في السوق، والتشهير لا يكفي كعقاب للتصدي لهذه الظاهرة التي تتكرر بين الحين والآخر، وقال: وصل سعر كيس الأسمنت في جدة إلى 23 ريالاً، ومن المتوقع ارتفاعه في ظل عدم وجود كميات تفي بحاجة السوق، خصوصاً وأن المنطقة بها كثير من المشاريع العملاقة، والتي تتطلب توفر الأسمنت، في حين يرى رائد العقيلي رئيس لجنة المقاولين والخرسانة بغرفة جدة بأن مشكلة نقص كميات الأسمنت في الأسواق مشكلة سنوية، وإنها تحدث في الغالب في مصانع الأسمنت بالغربية لأسباب تعود إلى نقص الوقود اللازم لتشغيل تلك المصانع، مشيراً إلى أن المشكلة لا تزال في بداياتها، خصوصاً أن الخرسانة متوافرة حتى الآن، وحذر العقيلي من أن انخفاض المعروض من الأسمنت في منطقة مكة المكرمة سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، والتي وصلت الآن إلى 22 ريالاً للكيس، ومن المتوقع ارتفاعها أكثر من ذلك في ظل عدم إمداد السوق بالكميات المطلوبة.
فيما أكد زهير الشيباني (مقاول) بأن أسعار الأسمنت الأخيرة وضعتهم في حرج كبير مع أصحاب المباني السكنية. وقال: البعض يتّهمنا بتأخير أعمال البناء وعندما نخاطب المسؤولين عن توزيع الأسمنت يقولون: «الأزمة ستنتهي قريباً» وأشار الشيباني إلى أن حركة سوق الأسمنت غير واضحة المعالم حتى الآن في جدة، وأضاف: هنالك شح في الكميات المعروضة، وفي بعض الأيام لا يوجد أسمنت نهائياً داخل المدينة، كما أن الأسعار متذبذبة.
ويقول معتز البشير «بائع»: إن الأسعار مرتفعة من قبل الشركات الموزعة, ونحن لدينا هامش ربح محدود, وما يحدث الآن في السوق هو ناتج عن قلة الرقابة وتقصير تلك الشركات التي لم تعطِ الموزعين خبرًا بأن لديها مشكلة, حتى يتم تخزين كميات كافية داخل المستودعات حتى لاتحدث مشكلة في العرض والطلب.