فرضت العناصر الهلالية الشابة الموهوبة نفسها، وجددت عادات فريقها بالفوز بالبطولات، وقدمت البطولة رقم 53، التي أرى أنها من أصعب البطولات؛ فالهلال دخلها وسط غيابات وتغييرات واسعة وعدم استقرار فني نتيجة لظواهر هلالية - هلالية مستجدة لم نعهدها في سنوات الهلال الأخيرة، التي شهدت احترافية عالية في الاستعداد المتكامل للموسم!
السيد هاسيك مدرب الفريق الأزرق يبدو أنه وجد نفسه لا شعورياً من ضمن الذين يتفرجون بدهشة بالغة وإعجاب كبير على إبداعات شباب الهلال؛ لهذا تأخر في إخراج لاعبه الكوري حتى وهو يستنفد قواه ليخرج مطروداً بالبطاقة الحمراء، كما أن دفعه بالفريدي ببروده واستهتاره في التعامل مع الكرات زاد الطين بلة على الفريق الأزرق، لكن فريق المناسبات الكبيرة حافظ على الفوز، وحقق أول إنجازاته في الموسم.
الهلال من وجهة نظر شخصية يحتاج إلى تطوير طريقة الأداء دفاعياً؛ ليكون أقوى في المنافسات الآسيوية الصعبة، ويكتمل الفريق الذي يؤدي بقوة وإمتاع في الجانب الهجومي، والذي لا ينقصه سوى عودة العربي وعبدالعزيز الدوسري وتنامي الحس التهديفي لدى اللاعب الكوري؛ ليخرج الهلال من مبارياته برصيد وافر من الأهداف.
أما الاتفاق فأرجو ألا تؤثر خسارة البطولة في برنامجه ولا في خطة العمل الرائعة التي يسير عليها، وأن يتم مستقبلاً دعم الفريق بلاعبين أجانب فاعلين، يسهمون مع كوكبة العناصر الشابة التي يزخر بها الفريق في العودة بفارس الدهناء إلى عالم البطولات من جديد.
بقيت كلمة للطامحين في البطولات: لا تحسدوا الهلال، ولا تنشغلوا به، بل قلدوه في كثير من سياساته داخل الميدان وخارجه!
أستراليا.. بداية أم نهاية؟!
ينتظر الكرة السعودية قرار مصير ومؤثر جداً في مسيرتها ومستقبلها، يفترض أن يكون محسوماً ومتفقاً عليه مسبقاً، لكن الخطر والخوف سيكونان من نتيجة مباراة منتخبنا مع المنتخب الأسترالي، التي ربما تعصف بكل خطة وقرار في حال ما خسر المنتخب النتيجة، وفقد فرصة مواصلة المشوار نحو مونديال 2014م!
نعم الضغط الجماهيري والاجتماعي ربما تؤججه الخسارة، وتضيق معه الخناق على اتحاد كرة القدم، إلى أن يصدر قراره المعتاد مع كل إخفاق بإلغاء عقد المدرب وتغيير الطاقم الإداري والعودة إلى نقطة الصفر، لكن هذه المرة علينا أن نحتاط لهذه الضغوط، وأن يكون القرار مختلفاً عن السابق، وأن يصمد اتحاد كرة القدم ويدافع عن برنامجه التطويري الشامل؛ ففي رأيي أن بدايات محمد المسحل وريكارد تمثل نقلة نوعية في التخطيط لمستقبل الكرة السعودية، وليس المنتخب الأول فقط، وأنه من الظلم أن نضعهما كبش فداء لنتيجة مباراة أو أن تحسب عليهما مرحلة لم يشاركا فيها سوى في أسابيعها الأخيرة. ولأن العقد مع المدرب وُقّع باحترافية لمدة أربع سنوات فيفترض أن يستمر، وأن يكون الحُكْم في نهايتها؛ لذلك أرجو أن تبدأ إدارة المنتخبات حملة توعوية تسبق مباراة أستراليا، الهدف منها إيضاح ملامح خطة العمل في السنوات الأربع، وأن مهمة الأجهزة الفنية والإدارية للمنتخب ليست فقط في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بل إن المهمة أكبر وأشمل، وكل ما تحتاج إليه هو متسع من الوقت يمنح الفرصة لتنفيذ الخطط والبرامج الموضوعة لتطوير الكرة السعودية، وعلى السيد ريكارد أن يضع أمام الوسط الرياضي تصوره لمستقبل المنتخبات الوطنية من خلال ما شاهده في جولاته على الأندية، وأيضاً من واقع ما يخطط له شخصياً لإحداث تغيير فني جذري في نوعية أداء هذه المنتخبات.
السطور السابقة ليس فيها تشاؤم ولا تهيئة على طريقة (جهز العصابة قبل الفلقة)، وإنما هي محاولة لتأكيد أهمية التعامل مع مباراة أستراليا على أنها بداية وليست نهاية، وأن العمل في المنتخب يسير بشكل احترافي، والبدايات مشجعة وتحفز على الدفاع عن مكتسباتها مهما كانت قسوة النتائج الوقتية!
وسع صدرك!
** الهلال يحتاج إلى حارس مرمى مثل حسن خيرات؛ لأن الحارس في الهلال يستخدم قدميه أكثر من يديه؛ ليتفادى الإحراج المتكرر من مدافعي ولاعبي خط الوسط الهلالي، الذين يعيدون الكرات القصيرة لحارس المرمى بطريقة تكتم أنفاس الجمهور الهلالي!
** المهاجمون في الفريق الاتفاقي كانوا يتلقون التمريرات الرائعة التي تضعهم في المواجهة مع شراحيلي من لاعبي الهلال أكثر من صناع اللعب في فريقهم!
** أخيراً سعد الحارثي يعيش أجواء الفرح والبطولات.. الاحفالية الخاصة بالحارثي رسالة من تحت الماء!
** الخبرة في ملاعبنا لا تظهر؛ فهذا هرماش الخبير كاد يُطرد من المباراة نتيجة الإصرار على العنف في إحدى الكرات، وهو الحاصل قبلها على بطاقة صفراء، وكأنما هو يقلد لاعب الاتفاق الشاب يحيى حكمي الذي كان هو الآخر يستحق الطرد لولا تسامح الحكم معهما!
** الاتحاد ينتظر مباراته مع الهلال بأمل معالجة أحواله بالفوز على الهلال، والنصر أيضاً رغم أوضاعه الفنية ينتظر مباراته مع الهلال لعل وعسى يخرج بإنجاز معنوي، والهلاليون ينتظرون كل مباريات فريقهم بأمل أن يلحق بالصدارة؛ فبطولة الدوري هدف هلالي حتى إشعار آخر!
** شخصياً أتوقع أن يستمر الشباب في الصدارة!
** لاعب أجنبي ملتحق حديثاً بأحد فرق العاصمة أعرب عن سعادته بالانضمام للفريق.. الظاهر مع وضع الفريق الحالي تبي تردد (وينك يا درب السعادة)؟!
** ظهير أيمن شاب أيضاً منتقل حديثاً لأحد فرق العاصمة يقول بحثت عن فريق أحقق معه بطولات ولم أبحث عن فريق يحقق لي بطولات!
شكلك محظوظ، يعني قدامك إن شاء الله خمس سنوات في الملاعب، وإذا كان الفريق يتطور في كل سنة بنسبة 20 % ففيه أمل أن تلحق بطولة وتعتزل!
** المتابع لمسيرة المنتخب الوطني لكرة القدم وقوائمه التي اختارها 44 مدرباً مروا على الأخضر عبر تاريخه الطويل يجد أن اختيارات هؤلاء المدربين تترواح بين ستة وعشرة لاعبين هلاليين؛ لذلك بدلاً من الاحتجاج على كثرة لاعبي الهلالي في المنتخب الحالي يجب أن يكون الاحتجاج موجهاً لكثير من الفرق التي تعجز عن تقديم ولو لاعبين اثنين لقائمة الفريق الوطني، مع تقديم الشكر والتقدير للهلال ولغيره من الفرق التي تدعم منتخب الوطن بسخاء بكوكبة من النجوم والمواهب!
** صديقي النصراوي عنده ولد يشجع الهلال، يقول كل ما فاز الهلال ببطولة يحتفل ويغيب يوماً عن المدرسة. قلت له إذا أنت حريص على دراسته فحاول أن يشجع فريقاً لا يفوز ببطولة إلا كل 15 سنة.. زعل وقال (وش قصدك)؟!
** ليست المشكلة في وجود جيش من المخرجين والمقدمين والمعدين والمحللين والمعلقين يميلون مع الفريق؛ فهم لن ينفعوه ما دام أنه ضعيف فنياً، وهم لن يؤثروا في الفريق الذي يضرب بقوة في الملاعب، لكن الخاسر الحقيقي من تلك الميول والانتماءات التي تحجب متعة الإخراج والتحليل والتعليق هو المشاهد!
** عندما تستمع إلى أحاديثهم (إداريين وإعلاميين) في هذا النادي تشعر وكأنك أمام شاشة تلفزيون أبيض وأسود!
** ألقاكم على خير الأحد بعد القادم إن شاء الله.