ليس جديدا أن تشع الفرحة أروقة نادي الهلال وليس سرا أن يكون الطرف الأساسي الثابت والآخرون هم المتحركون في سماء البطولات الكروية السعودية فالأمر لم يعد قابلا لمصطلحات الصدفة أو الحظ أو التحكيم التي تمسك بها الفاشلون سنين مضت وحاولوا أن يلصقوها كثقافة (غبية) ولم ينجحوا لأن الإنجازات لاتعرف سوى ركض الأقدام وقبل ذلك صفاء النوايا ..!
حقق الهلال البطولة وفرحت جماهيره وصرح رئيسه وهتف الإعلام له وكتبوا المعلقات -كالعادة - عنه ثم ماذا؟؟
نعم ثم ماذا؟؟ لقد حقق الهلال البطولة للمرة الحادية عشرة ومجموع بطولاته 53 بطولة أي أنه أكبر نادٍ سعودي لكن ذلك لم يشفع له أن يكون الأنموذج الحقيقي الذي تتوازى إنجازاته وعظمته الكروية مع واقعه الاستثماري والتجاري..!!
أعرف أن الهلال ليس طرفًا بهذه الإشكالية البيروقراطية لكن من المحزن أن تجد أكبر الأندية السعودية لايعرف حقوق النقل التلفزيوني بالضبط ولايدخل في توقيع اتفاقية بيع حقوق هامة كالمباراة النهائية أول أمس فقد نسقها اتحاد الكرة مع إحدى الشركات وأعطى الفتات للهلال والاتفاق وكأنه يقول (الملعب ملعبنا والكورة حقتنا)..!!
من المؤلم أن يظل اتحاد الكرة وصيًا على الأندية وهي التي تبيض له الذهب ومن المحزن أن تكون هناك ضبابية في التعامل المالي بين المؤسسة الرياضية والأندية فلا أحد يعرف بالضبط طبيعة هذه العلاقة السرية فصراخ رؤوساء الأندية واحتجاجاتهم يقابلها هدوء وسكوت غير مفهوم من قبل اتحاد الكرة والجهات ذات العلاقة ..!!
الهلال كبطل يحتاج إلى أن يبني إمبراطورية مالية لكي يصل إلى ما هو أبعد من الإنجاز المحلي والأندية الأخرى لن تتطور وهي تتسول أعضاء الشرف أو تكتفي بفتات لاتعرف أصلا بأي طريقة جاء ..!!
على الهلاليين أن يتركوا المجاملات -الرخيصة- لأخذ حقوقهم المالية من كل شيء يخص مشاركاتهم وأن يضغطوا للوصول لصيغة مفهومة معلومة فالبطولات أصبحت تشكل تاريخًا وفرحة مؤقته لكنها لم تحقق الأساس المالي الذي يتزامن وحجم البطولات المحققة محليا ..!!
لاتحاد الكرة أو هيئة دوري المحترفين حقوق وللأندية حقوق.. هكذا في كل بلدان العاالم ولذلك تنجح الفرق الكبيرة وتتوسع دائرة طموحاتها فيما هنا لاحقوق مفهومة ولا اتساع مفهوم بل أفراح مؤقتة تنتهي عند أول تصريح يكشف المعاناة..!!
حتى الشركات التي تستفيد من المناسبات والحقوق يجب أن نسأل عماذا قدمت؟ ماذا أخذت؟ كيف أخذت؟ فالكل يشتكي من التنظيم والعشوائية فيما تلك الشركات تلتهم الكعكة دون رقيب أو حسيب..!!
لقد فتحت البطولة الهلالية شريان الكثير من الاسئلة حول واقع التعامل الهلالي مع مستقبل حقوق النادي ولاشك أن أنظمة دوريات المحترفين بالاتحاد الاسيوي لكرة القدم تضمن له الكثير من الحقوق الثمينة لكن مع الأسف الشديد تضيع وسط فرح متكرر يكتبه التاريخ لكنه يؤرق القادم من الأيام..!!
قبل الطبع :
الحزم انتهاز الفرصة عند القدرة.
msultan444@hotmail.comhttps:/twitter.com/ msultan444