قبل عام اتصلت بي قريبتي وهي تجهش بالبكاء قائلة: إنه قد تم فصل ابنها من مدرسته الثانوية، وان قلبها يتقطع وهي تري ابنها يهيم على وجهه كل صباح، ولا تدري أي يد شيطانية سوف تتلقفه. قلت في نفسي لعل المدرسة فصلت هذا الطالب لأنها رأت أن بقاءه في مدرسته سوف يشكل خطرا على زملائه وعلى نظام المدرسة. ذهبت من غدي وقابلت مدير المدرسة الذي أفادني بأنه تم فصل الطالب لأنه في أثناء الصلاة مازح وتعارك مع زملائه مسببًا إزعاجًا للمصلين على حد قوله. فقلت له إن المدرسة أخطأت بحق الطالب مرتين، فهي فشلت في توجيه سلوكه ثم حرمته من حقه الدستوري في التعليم، لم أصل إلى نتيجة مع هذا المدير فقررت مقابلة مسؤول أعلى، فهو حتما سيكون أوسع أفقا وذو حس تربوي رفيع. وهناك وجدت المسؤول الأعلى (ليس وزيرا) واقفًا مرتديًا البشت وخلفه رجلان، وعندما عرضت عليه موضوع الطالب المفصول عليه ظننته سيذرف الدمع، إلا أنه لم يرف له جفن والتفت إلى الرجل الذي يقف خلفه وقال له «خذ معروضه»، وماتت القضية. أما في الغرب الكافرد فلم يرسل زميلي المبتعث ابنته إلى مدرستها لمدة ثلاثة أيام عقب عودته مباشرة من الإجازة الصيفية، ثم فوجئ بخطاب من المدرسة يهدده بأن أمره سوف يحال إلى المحكمة إن هو لم يحضر ابنته عاجلا إلى مدرستها.
أستاذ التربية بجامعة الملك سعود