|
الرياض - الجزيرة
حث مؤتمر الأدب في مواجهة الإرهاب الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وافتتحه معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، حث الأدباء العرب والمسلمين على تبني قيم التسامح وضبط مفهوم الحرية في الفكر والأدب. ودعا المؤتمر في بيانه الختامي إلى تحصين الإعلام العربي والإسلامي والعالمي من الأفكار المحرضة على العنف، مطالبا بصياغة ميثاق أدبي دعماً لأثر الأدب في معالجة الإرهاب، وتجفيف منابع الفكر المنحرف.
وفيما يلي البيان الختامي للمؤتمر.
الحمد لله معلي قدر من علم وآمن، ورافعه درجات فوق من جهل وضل، حمداً يليق بجلاله وعظمته، والصلاة والسلام على أفصح الناطقين بالضاد، نبينا محمد، ذي الكلمة الطيبة المؤثرة والخلق الرضي، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد : فبموافقة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - رقمها 4009/ م ب، في 7-5-1430هـ، وانطلاقاً من رسالة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأهدافها، التي تتضمن الاهتمام بقضايا المجتمع، وتأكيداً لجانب مهم من وظيفة الأدب ؛ من خلال تناول أثره في خدمة المجتمع، وأثر الأدباء في نشر ثقافة التسامح ودعم ثقافة الحوار الذي تتبناه المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات ؛ من أجل ذلك كله جاءت الموافقة على أن تتولى كلية اللغة العربية - ممثلة في قسم الأدب - تنظيم (مؤتمر الأدب في مواجهة الإرهاب). وبتوفيق من المولى - عز وجل - ثم بمؤازرة وتشجيع من ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية؛ شرع المسؤولون في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - وعلى رأسهم معالي مدير الجامعة أ.د. سليمان بن عبد الله أبا الخيل - بالإعداد والمتابعة والتنفيذ لعقد هذا المؤتمر.
وقد أقيم هذا المؤتمر في رحاب الجامعة في يومي الثلاثاء والأربعاء 15-16-3-1433هـ = 7 - 8-2-2012م، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ابن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وحضور معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، ومعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل. وتناول الباحثون محاور المؤتمر في تسع جلسات، إضافة إلى الافتتاح والختام، والأمسية الشعرية التي سبقت الختام، نوقشت في جلسات المؤتمر البحوث التي أقرتها اللجنة العلمية بعد التحكيم، وعدتها ثمانية وثلاثون بحثاً علميًّا.
وقد شارك في بحوث المؤتمر باحثون وباحثات من داخل المملكة العربية السعودية ومن ثماني دول عربية وإسلامية، إضافة إلى عدد من الباحثين الذين يعملون في الجامعات السعودية من الأشقاء العرب، وحضر الجلسات وشارك في المناقشات مجموعة طيبة من الباحثين والباحثات، أسهموا في إثراء الحوار العلمي بمناقشات رصينة اتسمت بأدب الحوار.
وقد انبثق عن هذا المؤتمر مجموعة من التوصيات، هي:
- حث الأدباء العرب والمسلمين على تبني قيم التسامح في نتاجهم الإبداعي وفقاً للمفهوم الإسلامي وضوابطه، ونشر إبداعهم ؛ سعياً إلى توضيح الصورة الحقيقية للأديب العربي المسلم.
- تحرير المفهوم لمصطلح (الإرهاب) ودراسة دلالاته في الجانب الثقافي بصورة عامة، والأدبي والنقدي بصورة خاصة.
- ضبط مفهوم الحرية في الفكر والأدب، وتحديد أطرها المنضوية تحت تعاليم الإسلام والقيم الاجتماعية في الوطن العربي والإسلامي.
- صياغة ميثاق أدبي، تتبناه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ دعماً لأثر الأدب في معالجة الإرهاب، وتجفيفاً لمنابع الفكر المنحرف.
- دعوة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني إلى أن يتبنى في لقاءاته الدورية موضوع مواجهة الأدب للإرهاب.
- تأكيد أهمية الحوار الأدبي الرفيع، المعتمد على قوة الحجة ونصاعة البيان في سبيل مواجهة الفكر المنحرف.
- ترجمة النصوص الأدبية العربية المعالجة لظاهرة الإرهاب إلى اللغات الأخرى؛ لتسهم في نشر الوعي الإيجابي عن العرب والمسلمين.
- إنشاء مركز خاص برصد وتوثيق النتاج الأدبي والنقدي المسهم في مواجهة الإرهاب، ويقترح المشاركون أن يكون المقرُّ الرئيس له في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتفتح له فروع في الجامعات العربية والإسلامية.
- السعي إلى أن يكون مفهوم الأمن شاملاً الأمن الثقافي الذي ينبثق منه الأدب.
- اختيار النصوص الأدبية المتميزة التي توضح ماهية الإرهاب وخطورته وأسبابه وكيفية التصدي له، وتضمينها المناهج والمقررات التربوية.
- دعم الأنشطة الأدبية التي تسهم في الحد من ظاهرة الإرهاب ؛ من خلال تكثيف البرامج، والمراكز المسائية والصيفية؛ لشغل أوقات الفراغ عند الطلاب بما يعود عليهم بالنفع ولمجتمعهم بالخير.
- العناية باكتشاف المواهب الأدبية ورعايتها وتشجيعها وتوجيهها للدفاع عن قيم الأمة ومثلها.
- الاهتمام بالبرامج المقدمة للأطفال في وسائل الإعلام المختلفة، خاصة المرئية، وعرض القصص الهادفة التي تدعو إلى التسامح والوئام.
- العناية بالمسرح الأدبي؛ لعرض القيم الرفيعة التي تهذب الأخلاق وتحث على الفضائل وتعزز الانتماء الوطني.
- تخصيص جائزة سنوية على مستوى الدولة، تعنى بمجال الإبداع الأدبي المتخصص في التصدي لمختلف الظواهر الاجتماعية السلبية، مثل: ظاهرة الإرهاب، وظاهرة المخدرات، ونحوهما.
- إقامة المسابقات الأدبية التي تخدم تعزيز مبدأ التسامح والوسطية بين الطلاب في مراحل التعليم المختلفة.
- عقد المؤتمرات والندوات الأدبية، والملتقيات الثقافية، المتسمة بالقيم الإسلامية؛ لتدارس واقع الأدب البنَّاء، والعمل على استمراره، وبناء قواعد رصينة له؛ ليقاوم الأفكار المضللة.
- دعوة وزارات الثقافة والإعلام في الدول العربية والإسلامية والعالمية إلى تحصين وسائل الإعلام المختلفة من الأفكار والمحرضة على العنف.
- رغبة المشاركين في عقد المؤتمر بصفة دورية.
- رفع برقية شكر باسم المشاركين لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولمقام ولي العهد ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، ولمعالي وزير التعليم العالي أ.د. خالد بن محمد العنقري، ولمعالي مدير الجامعة أ.د. سليمان بن عبد الله أباالخيل.
- تكوين لجنة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ لمتابعة تنفيذ ما ورد في توصيات هذا المؤتمر.