أن تتوافق أيام التراث والثقافة مع احتفالات الشباب بواحد من أعراسهم الرياضية فهذا تأكيد على حيوية الأمة وأبناء الوطن.
والمملكة العربية السعودية تُعَدّ دولة فتية؛ كون الشباب أكثر من نصف مواطنيها، الذين يرفدون الوطن بحيويتهم وحراكهم الإيجابي، الذي يؤسس للتنمية المستدامة، التي لا تنحصر في الإنشاءات والمباني والطرق، بل في البناء الروحي والأدبي والثقافي والشبابي من خلال مؤسسة النشاطات التي تشعل الحيوية في روح الشباب.
وبعد أن تفاعلنا مع بدء فعاليات مهرجان التراث والثقافة «الجنادرية 27»، وبدء المنابر الفكرية والثقافية التي انطلقت مساء أمس في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، والتي ستكون وعاءً هي والقاعات الأخرى لينبوع من فكر علماء ومفكرين وأدباء، سيخلقون فضاءً علمياً وفكرياً يقيم جسوراً للمعرفة والتثقيف بين أبناء المملكة ورسل الثقافات والحضارات المعاصرة، وينقل لنا تجارب الأمم الحية لتعزيز ثقافة الحوار والتسامح الإنساني.. بعد أن عشنا وتعايشنا وتثاقفنا ليلة أمس وما قبلها نعيش اليوم أحد أعراس الرياضيين الذين سيشعلون روح الشباب في تنافس شريف يجسِّد حيوية شباب الوطن، ويرسم صورة رائعة لتلاحم القيادة بالشباب من خلال رعاية سمو ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز المباراة النهائية على كأس سموه، في أول إطلالة لسموه في المناسبات الرياضية الكبرى؛ ليحقق ذلك مطلباً لشباب الوطن للتعبير عن حبهم وتقديرهم لهذا الرجل الكبير الذي قدم للوطن أهم متطلباته (الأمن والاستقرار)؛ فهذه النعمة التي ينعم بها شعب المملكة وراءها رجل تفاني وعمل منذ عقود على تحقيق المعادلة المهمة في حياة الأمم؛ فرجل الأمن نايف بن عبدالعزيز، الذي وفقه الله في ترجمة توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقبله الراحلان الكبيران خالد بن عبدالعزيز وفهد بن عبدالعزيز، كان ولا يزال يضطلع بمهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار، وجعل المملكة واحة أمن وارفة الظلال، تنعم بخيرات الله المعطاء دون تفكير.
من أجل ذلك فإن لقاء شباب الأمة بهذا الرجل فرصة كان ينتظرها أبناء الأمة السعوديون لترجمة ما يكنونه لهذا الإنسان، الذي قدم للوطن الشيء الكثير.
وإنها لفرصة طيبة أن تتواصل ضمن سياق ما يعيشه الوطن من حراك ثقافي وفكري وشبابي.