أمضيت كغيري سنيناً من عمري في العيش في بلاد الغرب.. وها أنا أكمل سنيناً أُخر في بلاد الشرق.. لم أر جدلاً أو أسمع حديثاً متناقضاً أو حتى اختلافاً في الرأي؛ كذاك الذي يُحيط دوماً وقسراً بعنق (تاء التأنيث.. ونون النسوة)..!!
** هاتان التاء والنون.. اللتان باتتا وكأنهما تختلفان تكويناً بشرياً.. وتشريحياً.. وفسيولوجياً.. ونفسياً عن غيرهما في كل بقاع الأرض..!!
** وكأن (التاء والنون) لدينا تُعطي دون العالمين أفضليه تجعلهما وبأولوية مفرطة تدخلان دون غيرهما جنان الخلد.. بينما غيرهن في سائر بقاع الأرض.. يمضين إلى مصير مجهول..!!
** تناقض عجيب نعيش واقعه اليوم في نظرتنا لحراك (التاء والنون) رياضياً؛ إذ نُقر مجتمعيا بحراك رياضي نسائي (محدود) يصل عند -الله الله- حد (التبرؤ) منه وكأنما هو.. جُذاما أو طاعونا..!!
** صحيا نقرأ بفزع شديد أرقام مهولة تصل بقرابة النصف من المجتمع مصابون بداء (السكري).. الداء الذي تحظى (التاء والنون) منه بنصيب الأسد.. فيما (السمنة وضغط الدم وغيرهما) تفتك بالصحة ونحن مازلنا نتحاور.. بين رياضة مدرسية (تائية.. تائه).. وأندية (نونية.. رسمية) مستحيلة..!!
** دينيا نُقر بقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (هذه بتلك يا عائشة).. في إشارة لسبق ظفرت أم المؤمنين رضي الله عنها بنتيجته ثم عاد المصطفى صلى الله عليه وسلم فسبقها.. ونُقر أن تدخل المرأة ألوية (الطبابة) فنستنكر ونستفسر ونستفتي.. هل حق (للتاء والنون) أن يمارسان الرياضية (تحت مظلة رسمية) أيحق لها وهي الفارسة واللاعبة الماهرة والموهوبة بالفطرة كما هو حالها في كل مكان على وجه الأرض.. أن يشار لمنجزها بالبنان أم (يظل أن حدث) ملفوفا بسيلوفان (الكتمان).. الكتمان القابل سراً وسرا فقط للهمس والهمس أيضاً.. فقط....!!
** تناقض يحصر (تاء التأنيث.. ونون النسوة) بين لاءات شتى.. لاءات تصب قسرا في بُحيرة العرف والتقاليد كل ذالك ونحن نتناسى في تناقض أخر (تفتح) ذهن جيل بأكمله.. جيل ستتلوه أجيال.. نقول هل تُحبس (التاء.. والنون) مدى الدهر.. هل تُمنع حتى الفُرجة عن قرب لمناسبة رياضة.. الفُرجة فقط.. دون المطالبة بحق المشاركة في أي منشط رياضي لا يمس كرامتها وإنسانيتها وقبلهما دينها الحنيف..!
** هل يبقى العُرف لدينا كـ(نعامة) تدس رأسها عند أي (كشف حساب إعلامي) يحفظ كرامة (تاء التأنيث) ولا ينتقص من إنسانية (نونها).. وهل يستديم طاووس (التقاليد) نفش ريشه بألوان زاهية.. تسر الناظرين للوهلة (الأولى) ثم ما تلبث أن تزيد في واقعها.. بؤس (التاء والنون)..!!
** كشفت واقعة حضور إعلاميات مناسبة رياضية, مدى جهلنا وبعدنا كل البعد عن (تنوير) مجتمع رياضي مازال يعيش بعيدا عن واقع رياضي (مؤلم) تعيشه (تاء ونون) نصف المجتمع، بل الأدهى الأمرّ أن تتبرأ المؤسسة الرياضية الرسمية من جريرة الوقوع في المحظور بالحضور المحظور، حين سارعت (الرعاية) في نبذ الرعاية والبعد عن المسئولية وكان (جُرما) قد وقع أو جبالا تداعت من مكانها وأخرى تهاوت..!!
** في مجتمعنا هل (نتنفس) ونروح ونفيد أجسدتنا وعقولنا بالرياضة وحراكها ونجعل نصفنا الآخر يمارس ذات الحق..؟ أم نظل نكبت ويكبت وتكتبت (التاء والنون) حتى ننتظر خروقات وخروجات نصية وغير ذلك هنا وهناك.. فنتندر على نصفها ويتندر العالم علينا بنصفنا الذي لم ننصفه..!!
** في رياضتنا ماذا لو نُظم دخول نصف المجتمع للمناسبات الرياضية والمشاركة فيها بما يكفل الحقوق ولا يمس بثوابت الدين الحنيف.. ماذا لو شُرعت وأُسست نواة (رياضية نسائية مدرسية معلنة) تُتبع بإنشاء اتحاد رياضي نسائي مستقل يتبع المؤسسة الرياضية والشبابية)..!!
** وماذا لو أقدمنا على خطة (إعلامية إستراتيجية وطنية) هدفها تنوير المجتمع بدور الرياضة في المجتمع (كل المجتمع وليس نصفا دون آخر) دون تميز يهضم الحقوق ويرسخ لثقافة التاء والنون والنعامة والطاووس..!!
** تاء التأنيث.. التي ظلت حبيسة (التقاليد والعيب) ونون النسوة اليوم.. غير تلك التي كنا نخاطبها إعلاميا بلغة (الاستعلاء) قبل ثلاثين عاما.. أو ننعتها مجتمعيا بلهجة الموغرين في (النظرة الدونية) قبل ضعفها من السنون.. نظرة نوسع معها نظرة (الإعلام الرجولي) وليس الذكوي الذي ظل يسبق تاؤها ونونها.. بعبارة (الله يكرمك.. أو أنت بالكرامة)..!!
** هل نمضي بخطوات واثقة ومنهجية لتعزيز دور (نصف المجتمع رياضيا) ونجنب أجيال مزيدا من التخبط قد يأتي حصاده بما لا يُحمد عقباه.. أرجو ذلك..!!
كان صرحا من خيال.. فهوى..!!
أياً كان موقفنا كرياضيين تأييدا من عدمه لموقف (فيفا) المعلن من مذبحة الإسماعيلية مؤخراً.. إلا أن ما حدث برمته فضيحة كبرى وجُرم أعظم، يجب معهما أن (تغيب) وجوه للأبد من حاضرة المجلس العسكري والسياسة وقبلهما الرياضة.. فمصر الوطن.. بحاجة ماسة للضبط والربط ورجاحة العقل.. أكثر بكثير من حاجتها لسحنات تتبادل الاتهامات هنا وهناك..!!
ضربة حرة..!!
إذا ظلمت من دونك فلا تأمن عقاب من فوقك!