ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 09/02/2012/2012 Issue 14378

 14378 الخميس 17 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

روافد الجنادرية

 

يشتعل التوهج والحراك الثقافي في بيت العرب من خلال بدء فعاليات مهرجان التراث والثقافة «الجنادرية 27» الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين مساء أمس على أرض الجنادرية التي أصبحت محطة ثقافية للعرب، يستعيدون من خلالها التراث العربي الوهاج وتطويعه مع معاصرة فاعلة تستهدف تطوير الإنسان وتحسين أدائه الإبداعي في جوانبه الثقافية والفكرية والتراثية.

ورغم همومنا الإنسانية والقومية وزيادة الألم لما يجري على أرض سوريا الحبيبة من قتل وحشي وسفك يومي للدماء، إلا أنه لابدّ من فسحة لتهذيب النفس البشرية بإثارة الجوانب الخيرية من خلال تنشيط الإبداع الثقافي الذي يؤسس دائماً للفعل الإنساني الساعي للخير والحياة الكريمة والحياة الطيبة، والعمل على ترسيخ القيم الإنسانية النبيلة من خلال الفعل الإيجابي والكلمة الطيبة، هو الذي يهذب سلوك الأطراف المتنازعة التي كلما ابتعدت عن روابطها وقيمها الإنسانية تغرق في أتون الأفعال الوحشية التي يرتكب المتورط العديد من الجرائم كلما غابت عنه القيم الإنسانية، التي يعمل الأدب وتفعل الثقافة أنغماسه بها مما يجعله قريباً من جذره الإنساني الذي حتما يجعله أكثر التزاماً بالعمل الطيب.

فالثقافة والتعامل مع القيّم والكلمة الطيبة يحصن الإنسان ويمنعه من ارتكاب الفعل السيئ المتمثل في الحروب والنزاعات والكراهية ونبذ الآخر. ولهذا فإن مواصلة واستمرار عقد مهرجانات التراث والثقافة من خلال مواصلة فعاليات الجنادرية كل عام إنما هو تعزيز وغرس للقيم وتعويد للمواطن والإنسان العربي بالتعود وممارسة ثقافة التسامح والحبّ والتفاعل إيجابيّاً مع الآخر ضمن أطر ثقافية تجعل من الكلمة المحرك الإيجابي لتهذيب الفعل الإنساني.

واليوم إذ تبدأ فعاليات مهرجان التراث والثقافة «الجنادرية 27» بانطلاق النشاط الفكري والثقافي والذي يحوي باقة من المفكرين السعوديين والعرب والعالميين، الذين سيقدمون خلاصة علمهم وفكرهم، محاولين أن يوضحوا لنا ما يجري في عالمنا المعاصر من إرهاصات ومتغيرات، وأن يشرحوا ما يجب علينا وعلى الآخرين التعامل مع هذا المتغير الذي في معظمه وللأسف الشديد سلبي، ليس على المنطقة العربية فحسب بل وعلى البشرية جمعاء.

تواجد هؤلاء المفكرين والذين سيتناولون العلاقات العربية التركية، والعلاقات العربية الإيرانية، وواقع العرب في ظل هذه الصراعات المحتدمة لابد وأنه سيكشف وإلى حد بعيد عما يجري من حولنا وداخل منطقتنا وهو أيضاً وبلا شك سيسهم في تطوير أدواتنا وفهمنا للتعامل مع ما يراد لنا ولمنطقتنا.

وكعادة مهرجانات الجنادرية في توسيع آفاق البعد الفكري والثقافي تقدم لنا تجربة كوريا كتجربة ناجحة لما يمكن أن تقوم به الشعوب لتطوير إمكانياتها وقدراتها علنا أن نستفيد من التجارب الناجحة للأمم الأخرى.

عموماً مهرجان التراث والثقافة «الجنادرية 27» إضاءة وفعل إيجابي يضاف إلى ما تقوم به القيادة السعودية لرفد العمل الإنساني عامة والعربي خاصة لتحقيق واقع أفضل والتعامل مع المتغيرات الحاصلة إيجابياً وعدم الركون لما يحصل من تداعيات.

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة