بطل قصتنا اليوم هو العامل (برويز)، الذي يتقاضى (1800 ريال) كراتب شهري، رغم أنه لا يملك مؤهلات علمية، ولا يجيد الكتابة أو القراءة، بل يملك (طيبة) و(سليقة) جعلت منه أحد (أغبى العمال) الذين قد تصادفهم في حياتك، وهذا بشهادة مديره وكفيله، الذي يستمتع بمناكفات ومواقف (برويز) الفكاهية طوال الوقت..!.
وحتى نتعرف أكثر على (شخصية برويز) سأسوق لكم بعض (المواقف) التي حصلت على لسان (معزبه) أبو عبدالله..؟!.
في أحد الأيام طلب (أبو عبدالله) من عامله أن يُطفئ (الأنوار) الخاصة بالاستراحة المجاورة للمنزل عند (الساعة 11) بعد أن ينصرف الضيوف، ولكن البعض تأخر في الحضور، وبينما كان الجميع يتناولون العشاء (أظلم) المكان فجأة..؟!.
ليكتشف أبو عبدالله أن برويز (أطفأ العداد) لأن الساعة تقارب الحادية عشر..؟!.
في إحدى المرات تسبب برويز في (كسر تحف) نادرة، عند محاولة تنظيفها..!!
برويز عنيد جداً و(راسه يابس)، منذ (5 سنوات) وهو لم يفهم طريقة (معزبة) في ترتيب مجلسه، ففي كل مرة يضع الأشياء بالغلط..؟!.
وهذه رأيتها بنفسي فقد قال له (أبو عبدالله) ضع (مقداع التمر) هنا، بدلاً من المكان والترتيب الذي قمت به، ولكنه بدأ يتمتم وهو يضعه، وقال لي أبو عبدالله بعد قليل انظر ماذا سيفعل .. وقد لاحظت أن برويز (العنيد) أعاد (مقداع التمر) في المكان الذي يرى أنه صحيح ..؟! ومع ذلك (برويز) يتعلم كل يوم (شيئا جديد) لدى كفيله،الذي يتحمل أخطاءه، فقط لأنه (برويز) الذي يكد له على أسرة و(كوم لحم) في ديرته!!
المحزن أنه في ذات الوقت يشتكي (أبو عبدالله) ويتذمر من عدم جدية بعض الشباب السعودي الذي تم توظيفهم في (مشروعه) مؤخراً، بسبب كثرة أخطائهم، وأنه للأسف غير مجبر على تحملهم، ولا يملك الوقت لتعليمهم.. مما يجعله يستغنى عن كل من يرتكب خطأ في عمله فوراً..؟!.
كم (برويز) لدينا..؟!
وكم منا يصبر على هذا (البرويز)؟، بينما لا يصبر على (عيالنا), ويستشيط غضباً عند تقصيرهم أوحاجتهم لمزيد من التعلم والخبرة، حتى يمارسوا ويتقنوا أعمالهم..؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net