أيها الباب تشكو انطفاء السراج...
تسلّل إليه هبوب المتطفلين فأعماه...
أيتها النافذة تشكين شرخاً في مزلاجك..
عبث به جنون السارقين فأشرعكِ...
أيها الطريق لا تعرف تعاليمك، طمستها أقدام المتناكبين
فزحمتك..
أيها البياض تتأسى على نقائك.. وسَّخه النازلون بأرضك..فكدروكَ..
أيتها الحكمة تتأخرين عن الحضور، ضعف الإيمان فضللتِ...
أيها الجمال تماديت في الهروب.., لوَّثك العابثون فاختفيت...
أيها الإبداع تشكو التَّشوُّه، خالط الغازلون نسيجك فبهتَّ...
أيها الإنسان، ما بك وقد أقبلت عليك الجداول فأدبرت عن الاغتسال..؟
تتمادى حافياً على شوك، منتعلاً على بساط..
تشكو قدماك هجير طرقاتك، ويداك خاليتان من الزاد..
بابك مظلم، ونافذتك للريح،..
وطريقك مكتظ، وموطئك آسن،...
وطائر الجمال جنَّح آوياً إلى فرار،...
بعيداً... بعيداً عنك...؟!
موجع واقعك...
لكنك ثرثار عظيم...
لا تسمع...