|
دمشق- القاهرة- موسكو- لندن- باريس- واشنطن- وكالات :
اقتحمت القوات السورية مدينة حمص أمس الأربعاء مع استمرار عمليات القصف العنيف, مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسين مدنياً, وذلك بعد ساعات على وعود أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد بوقف أعمال العنف. ورغم القمع الدامي الذي تمارسه الحكومة السورية ضد شعبها, ما زالت روسيا تواصل دعمها للرئيس بشار الأسد. وقال المرصد في بيان «استشهد ما لا يقل عن خمسين مواطنا إثر القصف وإطلاق النار الذي تتعرض له أحياء عدة في حمص»، مشيرا إلى أن «العدد مرشح للازدياد بسبب صعوبة الاتصال ووجود أشخاص تحت الأنقاض». وأوضح المرصد أن القصف وإطلاق النار يطال أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة وكرم الزيتون وحي الرفاعي ووادي العرب. وأضاف أن «بين الضحايا ثلاث عائلات في أحياء السبيل والنازحين قتل أفرادها على أيدي الشبيحة» الذين اقتحموا منازلهم.
وبث ناشطون مشاهد مباشرة من مدينة حمص صباح أمس تظهر تعرض المدينة للقصف، فيما سمعت أصوات تكبير من المآذن. وعلى الصعيد السياسي, نفى مصدر مسئول بالجامعة العربية ما تردد عن سحب الجامعة بعثة المراقبين التابعة لها والمتواجدة حاليا في دمشق عقب تعليق أعمالها. وقال المصدر إن الجامعة العربية طالبت رئيس البعثة بضرورة إعطاء عطلة للمراقبين لزيارة دولهم والإبقاء فقط على رئاسة البعثة وغرفة العمليات، بحيث لا يتجاوز عدد أعضاء البعثة 10 أفراد لحين اتخاذ قرار من مجلس الجامعة العربية المقرر الأحد المقبل لاتخاذ قرار نهائي بسحب البعثة، أو الإبقاء عليها. بدورها, أعلنت الإمارات عزمها إرسال مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين من الشعب السوري في الدول المجاورة لسورية و»الذين تضرروا من جراء الأحداث المؤسفة التي تتعرض لها بلادهم حاليا», وفق ما أفادت وكالة أنباء الإمارات مساء الثلاثاء. ولم توضح الوكالة موعد وآلية نقل هذه المساعدات. من جهة أخرى, أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الأربعاء أن تركيا تعمل على عقد مؤتمر دولي «في أقرب فرصة» حول الأزمة السورية بمشاركة أطراف اقليمية ودولية. وقال لقناة «ان تي في» الاخبارية «نحن مصممون على تنظيم منتدى على اساس واسع من اجل توافق دولي بين الدول التي يقلقها» الوضع في سوريا المجاورة لتركيا. واضاف داود اوغلو ان المؤتمر قد ينعقد في تركيا او بلد اخر لكن يجب أن يكون «في المنطقة» و»في أقرب فرصة». إلى ذلك, دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس الأسرة الدولية إلى عدم التصرف «بتهور» حيال سوريا معتبرا أن على الشعب السوري أن يقرر مصيره. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن بوتين قوله «بالطبع نحن ندين العنف اياً كان مصدره، لكن يجب ألا نتصرف بتهور. علينا أن نترك الشعب السوري يقرر مصيره». من ناحيته, أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أمام مجلس العموم ان «ثقته قليلة جدا» بنتائج الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى دمشق الثلاثاء. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أيضا أمس أنه لا يصدق «على الاطلاق» تعهدات دمشق خلال زيارة لافروف، واعتبر أن تلك الوعود بوضع حد لاعمال العنف مجرد «محاولة للتلاعب». كما أبدت الولايات المتحدة الثلاثاء شكوكها في التعهدات التي قطعها الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه وزير الخارجية الروسي، ودعت دمشق إلى وضعد فوري للعنف. وفي مؤتمر صحافي، انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيتكوريا نولاند الوعود الجديدة التي أطلقها الأسد في شأن الإصلاحات الديموقراطية. وكشف سفير الولايات المتحدة لدى الجزائر هنري إنشر، أن بلاده لا تمانع في منح الحصانة للرئيس السوري بشار الأسد كجزء من صفقة لتفادي اندلاع حرب أهلية. وقال إنشر،في مقابلة مع صحيفة «الخبر» الجزائرية نشرت أمس إن «تطورات الوضع في سورية بلغت درجة من التعقيد»، وأن «الفيتو الروسي والصيني ليس النهاية، بل على العكس بداية العمل لإيجاد مخرج للأزمة السورية وتنحي الرئيس».
وعلى صعيد آخر, يستعد الاتحاد الاوروبي، كاجراء احتياطي، لإجلاء رعاياه من سوريا كما يدرس احتمال حظر الرحلات الجوية التجارية معها، بحسب دبلوماسيين رفيعي المستوى. وأوفد الاتحاد الأوروبي إلى لبنان والأردن فرق خبراء مكلفة الإعداد لعودة «الاف» الأوروبيين المقيمين في سوريا، وأيضا رعايا دول أخرى في حال استدعى الأمر ذلك. وأوضح أحد الدبلوماسيين أنه «استعداد للاسوأ»، لكن على الاتحاد الأوروبي أن يكون مستعدا على سبيل الاحتياط من خلال تنسيق الجهود في المنطقة.