يتساءل بعض المهتمين في الحركة المسرحية، عن الآلية الرسمية التي يتم اتباعها للموافقة على عرض مسرحية داخل المملكة، وهل هي آلية ثابتة وموحدة وغير خاضعة للمزاجية وللآراء الشخصية للموظفين العاملين في مجال الرقابة؟!
وللإجابة على هذا السؤال، يجب أن نستعرض ما نقرأه أو نسمعه من آراء المسرحيين. وهي آراء لا تشجع ولا تبعث للتفاؤل في مستقبل هذا الفن الحيوي والمباشر، والذي لا وسيط فيه بين المبدع والمتلقي. فحينما يُعرض عمل في الرياض، ويلقى إعجاباً وتفاعلاً من الجمهور، فهذا لا يعني أنه بالإمكان عرضه في الجوف أو جازان أو الأحساء. أجل، هذا الكلام يحدث باستمرار، فما يعرض في جدة، قد لا تتم الموافقة على عرضه في الدمام، وكأن كل دائرة ثقافية لها استقلاليتها الكاملة عن الدائرة الأخرى!
هذا الأمر يجب أن تضع له وكالة وزارة الإعلام للشؤون الثقافية، حدّاً. فليس من المقبول أن نضع الموافقة على عرض مسرحي أو على أمسية ثقافية أو على إصدار كتاب، في يد شخص، بل يجب أن نضعها في يد نظام. والنظام، يجب أن يخضع الجميعُ لمعاييره، دون استثناء. ومن لا يعجبه، فلا يحضر المسرحية أو الأمسية، ولا يشتري الكتاب.