أرسل لي أحد الأصدقاء (صورة) لمقر أحد الأندية الأدبية (بشمال المملكة), وقد احتوت على (خطأ إملائي)، في لوحة خارجية (لقاعة النادي) تم تركيبها مؤخراً على ما يبدو، وقد كتبت كالتالي (قاعد) بدلاً من (قاعة)..؟!
طبعاً المزعج هنا هو أن هذا الخطأ، لم يكن في ورقة أو في كتاب، أو في مطبوعة، بل في (لوحة بوابة) كبيرة لا تتجاوز عدد الكلمات فيها (4 كلمات) وبالبنط العريض وهو خطأ (غير مقبول) من أي جهة كانت، فما بالك بناد يضم نخبة (الأدباء والمفكرين) ينتظر منه أن يكون مصدر إشعاع وتنوير، بحفاظه على اللغة ومفرداتها..!
نحن لا نتصيّد (الأخطاء) ولكن (الأندية الأدبية) حصلت على دعم كبير مؤخراً, لتساهم في الحركة الأدبية والثقافية، وتغيّر تلك الصورة السابقة حول المناسبات التي (تنظّمها) وتعقدها, وهو ما ننتظره منها.
أنا شخصياً لم أعد أحب دخول (الأندية الأدبية) بسبب صورة (تراكمية قديمة) مسجّلة في ذهني، فقد حضرت في النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية قبل عدة سنوات (مناسبة شعرية) أحسست خلالها بأني (أعيش) في عصر (أغبر)، فكل شيء كان على ما يرام (الشاعر) يتحدث لغة لا أفهم (بعض مفرداتها), ولكن (اهوه) بنصفق لما بيصفقوا..!
وفجأة! بدأ (الشاعر) يرتعش على المنصة، وهو (يصارخ) بصوت مرتفع وكأن به مس: (ماء.. ماء.. نار.. نار.. هواء.. هواء), والجميع صامتون وينظرون إليه (بعيون حادة)، وكانه يقول أمراً (مهماً جداً)..؟!
ثم عاد بصوت منخفض جداً وهو (حزين) ويكرّر: (ماء.. ماء)، حتى أني أشفقت عليه من (شدة العطش) وكدت أن أقدّم له (قارورة) الماء التي أمامي، لولا أن القاعة لجت بالتصفيق والتهليل والتكبير على (إبداعه) لمجرد أنه طلب (ماء)..!
دور (الأندية الأدبية) في المجتمع أكبر من شخص يبحث عن من يسقيه (شربة ماء) أو من يترصّد خطأ إملائياً، في ظني أن المأمول والمنتظر منها لن يتم إذا لم نتجاوز الخلافات في وجهات النظر، ويعود العازفون عن المشاركة، بسبب الصراع بين (الأدباء) على المناصب..!
أليس من الأولى التنافس على تنوير المجتمع بكل أطيافه, والرقي بفكره، ليتكامل المشهد الثقافي لدينا..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net