تماما كما صوت الرعد ينبئ بالمطر..
أمس الصباح كان وابل الطلقات في سماء, وفضاء, وأجواء مدن سوريا ينبئ بمطره..
المطر ينعش، ويغسل، ويروي، وينبت..
وابل سوريا يخيف، يفزع، يميت، ويقتل..
المطر يجمع الواردين..
وابل سوريا يشتت الآمنين..
في أي شريعة، أو عقل، أو مبدأ، يمكن أن يباد شعب من أجل رجل واحد..؟
إفراط في الجبروت, والأنانية, والظلم، واستخدام السلطة..,
مالم تكن هناك سواعد، وقواعد مساندة في خفاء، أو علن..
بجدية، وحزم، وتضحية..
وما لم تكن هناك ضوابط عربية موحدة..,
وإنسانية فاعلة..
فاعلة بحق..!!
كما وجه المطر أبلج..
كذلك وجه العدوان على الشعب السوري أبلج..
وجهان يتشابهان على نقيض...:
قرع الرعد, وضوء البرق حيث ينبئ بهطول المطر..
وقرع آلات حرب, ووابل طلقاتها حيث استيقظت، وأمست سوريا...
على النقيض,...
حبات المطر تعيد للموات الحياةَ..
والطلقات في سوريا تلم بالحيوات الموتَ..
إلى متى وغليان عبثي يعم هذا الوطن العربي..؟ إذ ليس ثمة من تبرير على أي وجه لهذا الموسم الحارق الساحق, الذي اعترى بحممه شعب سوريا من أجل رجل واحد فيها...؟!!
***
هذه المرحلة التي تمر بالإنسان، في مناطق من الأرض أيقظت فيها رسائل السماء قيمة الإنسان...
هي محكات للإنسان..
فكيف سيخرج منها..؟
ممطرا لنماء..؟
أو ممطرا بفناء..؟
***
ما الذي سيخلفه هذا الموسم الصاخب..؟
نفوسا تنتعش بانتصاراتها..؟
أو تتكبل بأمراضها..؟
***
حيث لا ضوابط حازمة، ولا معايير واضحة، ولا أفعال شفيفة صادقة..
ستتكبد الإنسانية كثيرا..
.. والله لطيف بعباده...