سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأتُ ما كتبه الأستاذ سليمان صالح الدخيل الله في عزيزتي الجزيرة بتاريخ 7 ربيع الأول 1433هـ حول قضية الدكتور عائض القرني مع الأستاذة الكاتبة سلوى العضيدان، وقد أصدر الأستاذ الدخيل الله حكمه على القضية قبل أن يصدر الحكم النهائي من الاستئناف، وطلب من الداعية القرني أن يسحب كتابه دون ضجيج. هل تعتقد أيها الأخ الكريم لو أن القرني سحب كتابه من الأسواق لن يكون هناك ضجيج وعلامات استفهام حول سبب سحب هذا الكتاب من الأسواق؟ ومن الطبيعي أن توضح وزارة الثقافة والإعلام سبب سحبه من الأسواق. كنت أود منك يا أستاذ سليمان أنك لم تستعجل في كتابة مقالك، وانتظرت حتى صدور الحكم النهائي؛ فإن كثيراً من الأحكام بعد الرفع إلى الاستئناف قد تُعدّل أو قد تُنقض، ولا يمكن تنفيذ الحُكْم، أو الحُكْم على أي شخص قضيته رفعت للاستئناف حتى يصدر الحكم من الاستئناف. وقد اطلعت على تصريح المحامي عبدالرحمن اللاحم الناشط الحقوقي المعني بحقوق الملكية الفكرية على الحكم، وتوقيت تطبيق الحكم، حيث يقول إن الحكم قابل للاستئناف خلال 60 يوماً. وحول خطاب الدكتور عائض إلى الكاتبة سلوى، الذي يظهر فيه أن الدكتور يريد أن يوضح بعض ما يخص هذه القضية للكاتبة، فلا يظهر فيه ما يدل أنه خطاب اعتذار كما تقول، وكان يجب عليك أن تكون واضحاً وعادلاً، وأن تضع العبارات في محلها، ولا تضع تحليلاً من عندك، وخصوصاً أنك تكتب عن قضية تهم الكثير؛ لأن الداعية عائض القرني له الكثير من المتابعين والمحبين والمعجبين، وكنت أتمنى أن تكون أكثر وضوحاً، وخصوصاً في نهاية مقالك وأنت توجه رسالة توجيه إلى الدكتور عائض بعد أن أصدرت حكمك النهائي عليه، وتقول تبقى شامخاً، وتقول إن ذلك لا يضره. وأقول للأخ العزيز إن كل شخص مهما كان علمه وجهوده وجمهوره إذا صدر في حقه التعدي على حقوق الغير في الإنتاج الأدبي أو الفكري أو العلمي فإن هذا التعدي يؤثر وينقص من شعبيته ومصداقيته، وحقوق التأليف والاختراع والابتكار حقوق مصونة في الشريعة الإسلامية، يحرَّم الاعتداء عليها؛ فيجب أن نكون أكثر واقعية يا أستاذ سليمان، وأن نضع النقاط على الحروف بأنه في حال تصديق الحكم من الاستئناف فإن ذلك سوف يؤثر في شعبية الداعية عائق القرني، ويصدم كثيراً من محبيه، وأنا واحد منهم، وفي حال نقض الحكم فسوف يندم الكثير ممن تعرضوا وتعجلوا في الحكم على الدكتور القرني، وأنت واحد منهم، وتذكر مقولة «في العجة الندامة وفي التأني السلامة».
أسأل الله الهداية للجميع.. ودمتم.
خالد عبدالرحمن الزيد العامر