لن أجاملك أخي الدكتور محمد بن يحيى النجيمي ويؤسفني أنك محسوب على الدعاة وطلبة العلم وعضو مناصحة وأكاديمي شرعي فضيلة الدكتور هذه الكلمات لسيد قطب وهو أحد مؤسسي تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ومن أقواله تفوح رائحة التكفير ولا يخفاك أن تنظيم القاعدة التكفيري اتخذ من هذا التنظير والتقعيد قاعدة له انطلق منها لتكفير عامة حكام المسلمين وعلمائهم وشعوبهم ممن لا ينتمي إليهم وقد تعهدت أنت شخصيا للهاشمي صاحب قناة المستقلة بالسفر إلى لندن وعلى حسابك الخاص للدفاع عن سيد قطب، وتعهدك موثق غير قابل للتكذيب والنفي فما تعليقك؟
يقول: سيد قطب (يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله ولكنها تدخل في هذا الإطار أنها لاتدين بالعبودية له وحده في نظام حياتها.. فهي وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله فتدين بحاكمية غير الله فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها وشرائعها وقيمها وموازينها وعاداتها وتقاليدها... موقف الإسلام من هذه المجتمعات كلها يتحدد في عبارة واحدة أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها). معالم في الطريق طبعة دارالشروق ص101-103
ويقول أيضاً: (ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله وإن ظل فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله) في ظلال القرآن دار الشروق 2-1057وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى: { وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً }. بعد أن بينا فيما سبق دخول مسلمي العصر في إطار المجتمع الجاهلي يقول: (وهنا يرشدنا الله إلى اعتزال معابد الجاهلية - مساجدها- واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي) في ظلال القرآن (3/1816- دار الشروق) ويقول أيضاً: (إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقيدياً وشعورياً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله بقيام دار إسلام تعتصم بها وإلا تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت في جاهلية) في ظلال القرآن (4-2122- دار الشروق) ويقول: (إنه ليست على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي) في ظلال القرآن 4-2122- دار الشروق.
سألتك عن دفاعك عن تنظيم الإخوان المسلمين فنقلت الموضوع للشخصنة ونبش الماضي مما له سنوات عدة وقد لمتني على حديثي عن حادثة الكويت فوقعت في نفس ما لمتني عليه وكذبت علي باتهامي لحلقات التحفيظ وغيرها وأنت لم تقرأ مقالاتي وهنا أدعوك وأدعو القراء الكريم لقراءة مقالاتي عن الحلقات وغيرها ليعلم الجميع أنني أبرأ لله من كذبك ومما ألصقته وغيرك بي زورا وبهتانا وكذبا وافتراء واستعداء وكنت ومازلت أحذر من استغلال مناشط الحلقات فقط «الاستراحات والنزهات ورحلات الحج والعمرة» للعبث بأفكار الناشئة وقد ثبت صحة ما ذكرته حيث منعت جميع المناشط من قبل الجهات المختصة ووزارة الشؤون الإسلامية والتأكيد على الاكتفاء بالتحفيظ في المساجد فقط.
كذبت علي بدفاعي عن محمد آل الشيخ ولو شئت لأنصفت ونقلت جميع كلامي فيه ولعلك تعيد قراءته هنا لتكتشف كذبك وبهتانك وكنت قرأت مقال محمد آل الشيخ كاملاً حين نشره، وبصمت عليه بأناملي العشرة بالموافقة هامساً «بيض الله وجهك وسلمت أناملك أستاذ محمد على هذا الطرح الصريح والواقعي». ولست هنا مدافعاً عن آل الشيخ، ولم يحصل لي الشرف بالالتقاء به يوماً ما، ولا أعرفه إلا من خلال كتاباته التي لم يفتني منها شيء، وأصرح هنا بإعجابي الشديد بكثير من طرحه، ومخالفتي لبعض آرائه «ففرح فضيلتكم بهذه الأسطر ليتخذ منها مبررا في افتتاحية الهجوم العجيب والتصنيف الظالم ولم تقف عند عبارة إنني لا أعرفه ولم أتشرف بلقائه وتعرف معنى كلمة أتشرف ومفهومها السائد ولم تقف عند قولي ومخالفتي لبعض آرائه مما يدل على أن هواك في الرد الانتقام والتكذيب والتصنيف والتشهير بالخصم مما عرف به واشتهر به جميع خريجي المدرسة الفكرية الوافدة» الإخوان المسلمين ومدرسة الصحوة والتنظيم الحركي في السعودية والمنصف المحق لا يفرح بمثل هذه الرد المجحف ويتندر به في كل مجلس وقد سمعتك بأذني في بعض المجالس تشيد وتردد عبارات ردودك فرحا وفخرا بردك على (فلان وعلان) وأنك نبشت ماضيه وفعلت به الأفاعيل وفضحته وشهرت به ونقل لي أنك كذلك حاليا وبعد ردك علي تتندر بردك في ممرات ومجالس الجامعة الإسلامية مفتخرا متعاظما بأنك قمت بالرد على شخص يدعى إبراهيم المطلق لأنه كتب مقالا يدافع فيه عن الطغاة! وهل بعد هذا من الظلم والكذب والبهتان من كذب بل هل يكذب الدعاة يا فضيلة الداعية وهل هو إحساس بالنقص وبحث عن مزيد من الشهرة الممقوتة فلا بارك الله في شهرة تدفع صاحبها لظلم الخلق ومقت الحق.
تعذرت فضيلة الدكتور بدفاعك عن تنظيم الإخوان المسلمين بإكرام الدولة وكبار العلماء لبعضهم ومنح بعض قيادييهم جوائز الملك فيصل وأود أهمس بإذنك أن جوائز الملك فيصل رحمه الله منحت لعلماء كبار وخبراء عظام غير مسلمين فما تعليقك؟ والدولة تكرم الجميع وكذلك العلماء الكبار حتى من غير المسلمين لمقاصد سياسة شرعية يا أستاذ الفقه وهي أكبر من حجمك وقدراتك (بل قد أعطيت جائزة خدمة الإسلام والمسلمين لروجيه جارودي وهو على ما كان يخفيه في صدره من حقد على الإسلام والمسلمين، وارجع إلى فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز 9/193). لمَ يا فضيلة الداعية لم تقتدِ بمن ذكرت «الدولة والعلماء» في حسن الخلق وكرم الكلمة وجميل الوفاء للوطن والمنهج والوفاء لوطن ولدت فيها وتعلمت فيها ومنحك الشهادات العليا والثقة الكبرى حتى أصبحت يشار إليك بالبنان؟ هلا اقتديت بكبار العلماء الذين أوردتهم بأنهم مشايخك في القول الحسن واللطف والرفق وحسن الحوار ألم تقرأ قول الله تعالى «وقولوا للناس حسنا» وقوله سبحانه «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن» وقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يحب الفاحش البذيء».
هل تستطيع مشكورا أن تتفضل بإيراد مشاركة لك في كلمة أو محاضرة أو ندوة أثنيت فيها على دعوة الإمامين المجددين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود أو دافعت فيها عن هذه الدعوة المباركة كما تثني وتدافع ولا زلت على تنظيم الإخوان المسلمين صاحب الفكر البدعي الوافد؟
هل تستطيع أن تتفضل مشكورا ببيان جهودك الكريمة في بيان حقوق ولاة أمر هذا البلد ووجوب لزوم جماعة المسلمين وإمامهم في ندوة أو محاضرة أومداخلة في إحدى القنوات أو المساجد أو غيرها؟
أود أسألك من أي مدرسة فكرية تخرجت؟ لم أستغرب الكذب العجيب والتصنيف والبهتان فالذين تدافع عنهم صباح مساء هذه أقل صفاتهم فديدنهم الكذب وهم يدينون الله بها لخدمة تنظيمهم الوافد وفكرهم الحاقد وقد وصفهم عدد من كبار علمائنا بأنهم قوم بهت وهي صفة من صفات يهود كما ثبت في قصة إسلام عبد الله من سلام رضي الله عنه وأرضاه فهل ترضى لنفسك في الدفاع عن خصلة من خصال يهود. وأود أن أسألك وأنت عضو مناصحة ما ذا لو سألك أحد الموقوفين من التكفيريين عن جماعة الإخوان المسلمين ومعتقدهم وفكرهم ومنهجهم؟ ما عساك سوف تجيبه وتبين له؟ هل ستدافع عنهم وقد علمت أقوال ومنهج وفكر سيد قطب في التكفير؟ وعلمت الخلل في معتقد ومنهج الجماعة وأصول دعوتهم ومباينتهم لهدي سلف الأمة رضوان الله عليهم في كثير من القضايا وما ذا لو سألك أحدهم عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما يثار حولها من شبه التكفير والتشدد والتطرف؟ ما هو جوابك الصريح والشفاف والصادق الذين تدين الله به وتعتقد صحته وصوابه ؟
ختاما أود أهمس لك بمعلومة لم تصلك لتفرح بها ولتشمت بها وتضمنها ردك القادم علي: وهي أنني منعت من ندوات الجامع الكبير بعد سنوات مديدة، ومنذ عهد سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى وغالب مشاركاتي بتوفيق الله وفضله دفاعا عن الدعوة الإصلاحية وبيانا لأهميتها وفضلها وبيان حقوق ولاة الأمر هل تعلم سبب منعي فضيلة الدكتور؟ إنه فقط اقتراح ندوة في الجامع للتحذير من جماعتي الإخوان المسلمين والتبليغ وبيان خطرهما على عقيدة هذا المجتمع وأمنه واستقراره مما أثبتته لاحقا الثورات العربية في الأقطار العربية.
ولعل من المناسب وبالمناسبة أن أوجه دعوة لجميع القراء لزيارة موقعي بإسمي الصريح على الشبكة العنكوبتية لتتضح لهم عقيدتي ومنهجي وسيرتي الذاتية ومقالاتي ليتبين لكل منصف الحق من الباطل والصادق من الكاذب وتنكشف لهم أكاذيب النجيمي والجناح الإعلامي لتنظيم الإخوان حيث كتب أحد كبار منظري التنظيم الحركي إبان فضحي لمناشطهم مقالا لا يقل كذبا وزورا وبهتانا عن رد الدكتور النجيمي بعنوان «إبراهيم المطلق وغثائية الطرح» اتصف هذا المقال بالعدوانية والشخصنة والاستعداء السيئ وكيل التهم والأكاذيب مما يؤكد تبادل الأدوار فقط عند القوم ومما يؤكد أنهم ممن يكيلون بمكيالين ويتعمدون الكذب والاستعداء والبهت لخصمهم تشويها للسمعة وإساءة للشخص وتنفيرا للناس منه حفاظا على محاضنهم الفكرية وجماهيرهم.
وأؤكد لك أنني والله ما كنت لأرد عليك بكلمة واحدة لما قرأت ردك في صحيفة الجزيرة بما حمله من عبارات الظلم والكذب والسفه والتحقير مما لا يليق بمسلم فضلا عن داعية وعضو مناصحة وإنني والله ليؤسفني أنك محسوب على الدعاة وعضو مناصحة ومستشار أمني وعضو هيئة تدريس، ولا أقول إلا حسبي الله وهو نعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون فلا مصيبة أعظم من شخص يؤتمن على عقول الشباب ويؤتمن في النصيحة وهو يحمل مثل هذه العقلية والأحقاد والكراهية والأفكار ويتصف بمثل هذه الصفات التي لا تليق بمسلم فضلا عن داعية مشهور. وما دفعني للرد فقط هو إلحاح بعض المحبين بضرورة بيان كذبك وبهتانك للقراء الذين ربما ينخدع بعضهم بأكاذيبك التي لم ولن تنتهي معي ومع غيري وحسبك الله وموعدك بين يديه جل وعلا حيث العدل والقسط والإنصاف فلا ظلم ولا كذب ولا شهود زور.
وختاما أود أن أوجه رسالة لك ولغيرك من عشاق تنظيم الإخوان المسلمين والمدافعين عنهم وأعضاء تنظيمهم ممن هم هنا في هذا البلد الكريم «المملكة العربية السعودية» وممن نعموا بخيراتها ومكتسباتها وأمنها ومقدساتها وعدل حكامها وكرمهم ووفائهم وحلمهم ومنحوا شهادات عليا أو غير عليا ومنحوا ثقة كبيرة ومع ذلك لا زال ولاؤهم ودفاعهم وتعاطفهم ومحبتهم وكرمهم ودعمهم لجماعة الإخوان المسلمين هذه الرسالة تحمل عنوان «ارحل لمن ولاءك لهم» وقد كتبت فيها مقالا بعد أحداث العوامية منشور في موقعي وبعض المنتديات وأؤكد لك ولغيرك أن هذا الوطن الكريم «المملكة العربية السعودية» سيبقى بإذن الله شامخا رغم ما حصل ويحصل محفوظا بما من الله عليه بنعمة التوحيد والسنة.
والله تعالى من وراء القصد
د. إبراهيم بن عبد الله المطلق