بمثل ما أتاحت وسائل ووسائط التواصل البشري التعارف في تقنياتها العديدة، وبمثل ما يسرت وصول المعرفة بالآخر، وكشفت له عن المستجدات في مناحي الحياة، وتغلغلت في بيته وحياته، وتمكنت من جزيئات وقته واهتماماته، فأثرت في تشكيل وعيه، وأشكال تعبيره.. إذ مكنته من إيصاله للمخبوء المستور عنه، بمثل ما ساعدته على القفز على أسوار كانت مقامة حوله، بالعادة والعرف والنظام، ارتهن لها قبل هذه الثورة التكنولوجية المهمة التي بصمت دورها بقوة في أحداث الحياة بعامة، والثورات العربية بخاصة..
يب دو ألا غروب لشمس هذه المرحلة في حياة الأفراد والجماعات ومن ثم الدول بعامة..
لذا يبدو وبقوة أن من الضرورة أن تتعامل المؤسسات الرسمية في الدول العربية مع طبيعة ما أفرزته متغيرات المرحلة، وذلك بمنح أنفسها فرصة مواكبة متطلباتها على وجه من الوعي الأكيد, بأن إنسان اليوم المواطن على أراضيها ليس هو إنسان الأمس، وبالتالي فإن متطلباته لم تعد هي ذاتها التي كانت عندما كان داخل أسوار تهاوت بنقض وسائل تواصله لها, وبمعرفته التي أصبحت اليوم أمرا مسلما، وحقيقة واضحة.
ربما هذه الفرصة حين تتيحها لأنفسها بشكل فاعل، سوف تساعدها على درء مغبات مقبلة، وتعينها على تلافي إرهاصات قائمة، وتمهد باكتسابها لحياة أرحب للكل.., وتضمن كبح الريح, والسيل, والعواصف.
***
سوريا مصابة بغرغرينا أنانية، وحراب أطباء مزورين، وبلاسم مغشوشة..
***
مصر، ربما حين تهتدي لموقع النصل، يمكن أن تخرجه من جسدها بسلام..
وإلا ستنزف طويلا..
***
أسى يملأ شعاب النفوس..
والحوقلة زفير أرواحها..