|
الجزيرة - أحمد القرني
رعى معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة اللقاء المفتوح (دور مؤسسات المجتمع المدني في تكامل الخدمات الصحية)، الذي نظمته جمعية (عناية) بالتعاون مع اللجنة الوطنية الصحية بمجلس الغرف السعودية، وأقيم بمقر المجلس بالرياض.
وكشف وزير الصحة خلال اللقاء عن دراسة لرفع مستوى مجلس الخدمات الصحية بمجلس الشورى إلى مجلس أعلى للصحة، وهو ما اعتبره الوزير قوة تعطي التكامل بين مقدمي الخدمات الصحية بالمملكة بشكل منهجي.
وشدَّد د. الربيعة على أهمية دور الجمعيات الخيرية الصحية في تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية، غير أنه لفت إلى أن هناك جمعيات خيرية أُنشئت برغبة أطباء؛ لأنهم لم يديروا الجمعيات العلمية؛ فاتجهوا إلى جانب آخر للحصول على جمعية خيرية بهدف علمي بحت. وتابع بأن وزارة الصحة حريصة على ألا تتحول الجمعيات الخيرية إلى جمعيات علمية؛ لأن بعض الأكاديميين لم يحصلوا على رئاسة أو قيادة هذه الجمعيات العلمية بالجامعات أو بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وهي مشكلة تواجهنا، ووزارة الصحة أوقفت ترخيص بعض هذه الجمعيات لهذه الأسباب، وتدخل في التخصص الفرعي البحت، وعندما تنظر لهذه الجمعية تجد أن مجلس إدارتها وتنظيمها قُدِّما للجمعيات العلمية، ولم يحصلا على الترخيص فحوِّرت إلى جمعية خيرية، وهذا لا يمكن قبوله في التحايل على النظام بخلق جمعيات خيرية بهذه الازدواجية.
ولفت د. الربيعة إلى جهود وزراه الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية لتنظيم وتشريع عمل الجمعيات الخيرية الصحية، وذكر أنها تحتاج إلى المزيد في معرفة التحديات وإظهار تشريعات جديدة وبحث التشريعات القائمة حالياً وتطويرها لتحكم عملها.
وحذّر الوزير الربيعة الجمعيات الخيرية من التوسع في نطاق الممارسة السريرية بشكل كبير، وقال إن هذا أمر مكلف مالياً جداً، وبه صعوبة في الاستمرارية بالعمل، ولكن هناك جوانب كثيرة يمكن للجمعيات عملها ولا يستطيع القطاع العام عملها.
وعبَّر د. الربيعة عن قلقه من تحوُّل العمل الخيري إلى عمل تجاري، وقال في هذا الإطار: بعض المبادرات غُطِّيت بالغطاء الخيري، وهي بهدف اقتصادي، ويجب ألا نحوّر الأسس التي بنتها الوزارة بالحد الأدنى من معايير الجودة والسلامة ومعايير المنشآت الصحية التي وُضعت أخيراً؛ لأنها تحقق مفهوماً أعلى لمستوى الرعاية الصحية.
وفي مداخلة خلال حضوره أمس في اللقاء أصدر الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو الجمعية الخيرية الصحية لرعاية المرضى (عناية)، فتوى بأنه يجوز للطبيب أن تدخل عملياته الجراحية وتشخيصه للمرضى ضمن زكاته. وقال: الطبيب الذي عليه زكاة مثلاً بمبلغ 500 ألف ريال بالمستشفى الخاص يمكنه تحويل عملياته وكشفه للمرضى، وتُحسب من الزكاة؛ ليخف على الإنسان عملية الإخراج، ويكون مما يستفيد منه.
وكان اللقاء قد بدئ بكلمة ترحيبه للدكتور فهد السلطان، الأمين العام لمجلس الغرف السعودية، منوها بتعاون الصحة مع جمعية عناية، ونظرتهم بأنها شريك لعملهم لا منافس لها، كما كشف في إحدى وقفاته عن رحلته في عام 2007م إلى بولندا وما لاحظه من اهتمام بالغ ومتابعة في الإعلام البولندي عن طبيب سعودي ماهر نجح في عملية فصل توأمين سياميين، وتُعتبر أعقد عملية تم إجراؤها على مستوى العالم، التي قام بإجرائها معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، وما لمسه من شكر وعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين القدوة لنا في العمل الإنساني والتطوعي, وأن الأفعال لا الأقوال هي من تترك أثراً في الشعوب. وعند عودته للمملكة رفع خطاباً للمقام السامي، وصف فيه شعور هذا الشعب العظيم تجاه الملك والمملكة والطبيب السعودي.
ثم استعرض الدكتور محمد الركبان، أمين جمعية عناية، بعضاً من مشاريع الجمعية، وقال إنها ساهمت عبر مشروع العلاج الخيري في علاج نحو 1300 مريض بالقطاعَيْن العام والخاص، وعلاج نحو 5500 مريض عبر العيادات المتنقلة في منطقة جازان. كاشفاً النقاب عن مشروع خيري بقيمة 50 مليون ريال في مراحله النهائية.
وأوضح الدكتور سامي العبد الكريم رئيس اللجنة الصحية الوطنية بمجلس الغرف أن الجمعيات الخيرية الصحية تعاني معوقات عدة، تهدد بفشلها، ولديها مصاعب عديدة تحول دون قيامها بدورها الأساسي، وأبرزها أنها تقوم بجهد فردي ورؤية شخص متحمس، مع عدم وضوح المرجعية القانونية لها.
وفي ختام اللقاء كرم راعي الحفل الدكتور الربيعة الداعمين لجمعية عناية.