إيه. أنا الذي كنت أتابع فرز الأصوات في الانتخابات الكويتية لـ(ليلة ونصف) وأنا الذي لم أنم بعد ظهور نتائجها ليلة ونصف وكانت تأخذني الكوابيس المدلهمة عن مصير ذلك الوطن الجميل الذي كان وطني في أول العمر وميعة الصبا وكنت آنذاك أشاجر حتى الهواء من أجل ديمومة الديمقراطية واستمرارها في الأرض التي كانت بلاداً للعرب على شتى أنماطهم وأيدلوجياتهم ومشاربهم السياسية المختلفة وأذكر أن النظام في ذلك البلد الحبيب قد (علّق) الدستور وألغى مجلس الأمة لربما كان ذلك في العام (1976). وكان أن اعتزل الكتاب الوطنيين الكتابة في الصحف المحلية، وكنت أولهم في الاعتزال وكتابة القصائد التي تدعو إلى عودة الديمقراطية حينما كانت ديمقراطية الكويت ديمقراطية (وطنية) حقيقية، أما اليوم فوا أسفاه على ما آلت إليه الكويت الحبيبة من فوز طائفي مقيت وشعوبي حقير، وسفلة من الرعاع الذين يخجل الكلم من إيراد عباراتهم وشعاراتهم القذرة ولعل أسفل منهم امرأة (قبلية) قالت عنهم عبارات لا يستطيع أي رجل (مشورب) أن يرددها مهما بلغ به الخبال والوقاحة المطلقة.
* * *
على أية حال لقد جاءت الانتخابات الكويتية بما لا تحتمله الكويت ولا كذلك المنطقة. أي بمعنى آخر جاءت بمتطرفين من الإخوان المسلمين الذين سيسيطرون على العالم العربي بعد قفزهم الذريع على ظهر الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن، وكذلك جاءت الانتخابات الكويتية بمتشددين من الشيعة الغُلاة والعجم المتطرفين وقليلاً من البدو المعارضين الذين استفزهم الغوغاء الذين تدعمهم قوى (لربما) تكون من السلطة القائمة وفي هذه الإشكالية (المشربكة) لا بد أن تأخذ السلطة السياسية العليا إجراءاتها (الحازمة) والحاسمة من أجل الوحدة الوطنية الكاملة الشاملة التامة والتي لا تجامل أحداً على حساب الآخر، فالوطن ودستوره فوق الجميع وليحفظ الله الكويت من كل مكروه.