كما أن ثمة أجساداً مريضة، هناك أيضاً نفوس مريضة يستعر في جوانبها الحقد والحسد والغل والتشفي، وينطوي في ضلوعها شرور متراكمة وموبقات عظيمة يدفعها التخريب والإضرار والتدمير، وفق تقليعات متعددة تتناغم تحت وطأة إيقاع واحد هو المكر والخديعة والهوان،
لها تنوعاتها وملابسها وموديلاتها ودور عرضها السيئة وأدوارها الباهتة ومسرحياتها الهزلية وتمددها الذي يشمل مساحات واسعة في الميادين الاجتماعية والسياسية والاجتماعية.
إن الوشاة يشبهون المسامات والمسارب والدمامل البشعة المخيفة، يعملون على اللعب والتصارع وممارسة عملية التباعد والجفاء بين الناس والمجتمعات، ان الوشاة منظومة منكرة، وحزب كريه، وتجمع غير بريء، وهم الأخطر في المجتمع لهم تطلعات وطمع وتوق إلى الارتقاء بأوضاعهم نحو الأفضل والأحسن على حساب الآخرين وبأي ثمن أو طريقة أو أسلوب، لقد خلق الله الأرجل لكي نسير عليها نحو الخير والهدى والطيبات من الرزق، لكن أرجل هؤلاء باتت تقودهم نحو مسلك واحد هو مسلك الأشباح والغموض والظلمة، انهم يسعون بكل ما أوتوا من قوة وطاقة لهدم ذات البين، واختلاق الأزمات الكبار وتأجيج الصراعات بين الجهات والأطراف.
ان الناس يخرجون بنفوس غضة للتمتع بإطلالة الفجر الأولى وتسبح بحمد الله وبركاته بتراتيل هادئة ونفوس منتشية، لكن هؤلاء الوشاة النمامون يستميتون بعقولهم الهشة ومعتقداتهم القاصرة لانتزاع البياض من أرواح الناس بنهم مفرط. محاولاتهم المحمومة في اغتيال الحياة، وإشاعة الخصومة والعداء وفق اندفاعات غير عقلانية، تؤكد أنهم أعداء للحياة والغيمة والشمس ومصبات المياه وخيوط القمر وسنابل القمح، انهم يشبهون الظلام البشع والأشباح ولون الدم وتجليات الموت والجراح التي لا تعرف الاندمال.
ramadanalanezi@hotmail.com