فتحت جامعة الأميرة نورة بالرياض للفتيات مجالا جديدا للانخراط في عمل غير نمطي من خلال تعيين خمس وثلاثين فتاة لقيادة القطارات المعدة لتسهيل تنقل الطالبات بين الكليات داخل الجامعة. ولعل هذا الأمر يقودنا لمطالبة الجامعة وغيرها بتعيين مهندسات كهربائيات وسباكات للتركيب والصيانة يمكن الاستعانة بهن خلال وقت الدوام وأثناء تواجد الطالبات، وتحت إشراف مباشر من الإدارة لا سيما أن دوام الجامعات يمتد لكامل ساعات النهار، بما يتطلب وجود فنيات ومهندسات لهذه المهن المقصورة على الرجال من الوافدين على وجه الخصوص.
الجميل هو ما اطلعت عليه من خلال ملتقى التوظيف (لقاءات) حيث تقدمت فتيات سعوديات لوظائف متنوعة بين هندسة كهربائية وهندسة معمارية بجانب تخصص المحاسبة ونظم المعلومات، يملكن خبرة في سوق العمل، من خلال ممارسته خارج المملكة، وهو ما يخالف النظرة المعتادة للفتاة السعودية بأنها لا تكاد تجيد إلا الأعمال الإدارية والتدريس والطب فقط.
وهي دعوة لوزارة العمل بضرورة التعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية لفتح مجالات عمل مهنية للفتيات بحيث تقتصر ممارسته أثناء الدوام الرسمي في الجامعات، ومدارس تعليم البنات، وتهيئة السبل لممارستهن هذا العمل وإزالة العقبات التي تعترضهن وإيجاد بيئة محفزة وآمنة للعمل.
والدعوة تنسحب على الجامعات والمعاهد الفنية وكليات التعليم التقني لفتح المزيد من تخصصات الهندسة الكهربائية واللا سلكية وتقنيات الحاسب؛ لتأهيل كوادر نسائية للعمل في الصيانة والسباكة والكهرباء وأجهزة الكمبيوتر في المدارس. وعدم قصر تلك التخصصات على الذكور، حيث لا تقل فتياتنا كفاءة عنهم.
وينبغي عقد اتفاقيات ربط بين وزارات التعليم العالي، والعمل، والتربية، والشؤون الاجتماعية لتعزيز سوق العمل بما يتوافق واحتياجاته وفتح آفاق جديدة للنساء، واستقطاب الكفاءات السعودية الموجودة حاليا، والاستفادة منها للقضاء على البطالة والاستغناء عن العمالة الوافدة، وكسر قاعدة الاعتماد على العامل الأجنبي بما يكفل الاستقلالية والاكتفاء الذاتي بأيد وطنية مدربة ويؤدي للإسهام الفاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية الشاملة من خلال تأمين التدريب التقني للفتيات وتحقيق التميز المرغوب والجودة المطلوبة.
ولو قامت وزارة العمل بعمل إحصائية لأعداد العمالة التي تستعين بها الوزارات التي تضم أقساما نسائية، إضافة للجامعات ومدارس البنات لتفاجأوا بالأعداد الهائلة من أولئك العمالة فضلاً عن رداءة العمل وعدم الالتزام بأدائه.
ومهنة في اليد أمان من الفقر، وتدريب الأبناء والبنات والرجال والسيدات على أعمال السباكة والكهرباء والدهان والصيانة بعمومها هي أعمال ممتعة مثلها مثل التطريز والحياكة، حتى ولو كانت ممارستها في المنزل، فهي تفتح مجالا واسعا للإبداع والعطاء والاستغناء عن العمالة، فضلا عن التوفير وترشيد الاستهلاك الذي ينبغي أن يسود في مجتمعنا، ونعلمه أبناءنا ونشجعهم عليه بالاقتداء، وبدعوتهم للمشاركة والصداقة مع بعض المهن التي أودى جهلنا بها رغم سهولتها لاستغلال العمالة لنا بتعلمها والتدرب عليها بعد وصولهم لبلادنا!!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny