نشرت (الجزيرة) خبراً عن قيام هيئة الفساد، تلك الهيئة التي يعوّل عليها المواطنون الشيء الكثير أنها قامت بإحالة مواطن استغل منصبه في وزارة الزراعة للتحقيق، وذلك بعد اكتشاف استغلال معارفه وقبل ذلك موقعه لتحقيق مآرب فاسدة تتمثّل باستغلال تلك الأشياء من أجل تحقيق مكاسب مادية بعد أن تبيَّن لها أن المتهم كان يحصل على صور بطاقات الهوية الوطنية لبعض المواطنين ووكالات منهم تخوّله التنازل عن منح الأراضي وإحيائها واستخراج الصكوك والبيع والتنازل والاستيلاء على القيمة أو تقاسمها معهم.
من على هذا المنبر أقصد جريدة الجزيرة أحيي الشريف ابن الشرفاء رئيس مكافحة الفساد الأستاذ محمد الشريف على تلك الخطوة الجريئة لاجتثاث عروق الفساد الذي تفشَّى عبر سنوات عجاف مرت بنا كما ذكرت في مقال سابق كان الخوف من الله يلعب فيها دوراً كبيراً لردع أولئك المفسدين في وطننا. إلا أن هذه الصفة ومع الأسف انتفت عن البعض أقول عن البعض. الكثير علّق بأن الأمر متعلّق بصغار الموظفين فقط مما ذكّرني بقصة رئيس وزراء تركيا منذ 14 مارس 2003 ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان الذي يملك غالبية مقاعد البرلمان التركي. إنه الرجل المسلم الصادق الذي حارب الفساد والفاسدين وقرَّب الصالحين والمصلحين بنية صادقة وبإرادة قوية مستمدة من مبادئه الإسلامية، فهذا هو سر النجاح، فمتى علم الله صدق النوايا هيأ لها أسباب النجاح. فعلى المستوى المحلي حارب الفساد وقاد إصلاحات نفضت كل تراكمات الماضي شملت كافة المجالات السياسية والإدارية والقضائية وحقق إنجازات اقتصادية واجتماعية تتجلَّى في مشاريع وبنيات تحتية كبرى انعكست إيجاباً على حياة الشعب التركي ورفاهيته، حيث انخفضت نسبة البطالة وارتفعت الأجور فتحسن المستوى المعيشي للسكان، علماً بأنه كان قد خدم قبلها كعمدة لإسطنبول في الفترة من 1994 إلى 1998، حيث في تلك الفترة وبناءً على ما صرح به بدأ باجتثاث الفساد المتعلّق بأمور البلدية في إسطنبول فقط ثم ما لبث أن تطوّر الموضوع وتشعّب شيئاً فشيئاً حتى أصبح رئيس وزراء وأصبحت صلاحياته أعلى وأكبر.. إن طيب أردوغان يعتبر أحد أهم المسؤولين في العالم الإسلامي. ذلك الشخص الذي انتصر بالحب وهو ما نراه واقعاً ملموساً. يذكر في إحدى مذكراته أنه رفض رئاسة الدولة؛ أعني تركيا ليكون رئيس وزراء ولتكون الصلاحيات له أكثر وأعم وأشمل، حيث بدأ باجتثاث الفساد في بلده ورفع مستوى المعيشه فيها وسلوكها الطريق الصحيح من خلال البدء باجتثاث الفساد من خلال القضايا الصغيره في مجتمعة. إن سر نجاح ذلك الرجل لأنه سد باب الفساد، حيث ساهم سد باب الفساد في زيادة معدل دخل الفرد خمسة أضعاف، أظن هذا ما نحتاجه فى مجتمعاتنا، كما ذكرت.. البدء في اجتثاث الفساد من أسفل الهرم إلى قمته ولا نستعجل الحكم على هيئة الفساد من خلال مدة لم تتجاوز السنة من العمر، بل لا بد من الانتظار لأن عروق الفساد ترعرعت وواصلت انتشارها في وسطنا للأسف وأصبحت تتغذَّى من ماء الأرض بدونقاية نظراً لطول عروقها على مدى بعيد.كذلك الحال فيما يتعلّق باجتثاثها تماماً، حيث يحتاج الموضوع لمزيد من الوقت، وكما يُقال أول الغيث قطرة، لذا دعونا كمجتمع سعودي نحيي ونرفع العقال احتراماً لهيئة الفساد على ما تقوم به من جهود لمصلحتنا كمواطنين نطمح إلى العيش في بيئة خالية من الفساد المالي والإدراي بإذن الله من خلال الدعم وليس تكسير المجاديف من بدايتها.
بندر عبد الله السنيدي