بعد أن عجزت الأسرة الدولية المجتمعة في نيويورك عن اصطياد الأسد وإخراجه من عرين الأمويين، يتحرك الروس الذين كانت لهم اليد الطولى في إفلات الأسد من مصيدة مجلس الأمن، للعمل على «ترويض» الأسد بدلاً من اصطياده..!!
وزير خارجية روسيا ورئيس استخباراتها سيتوجهان بعد غد الثلاثاء إلى دمشق لـ»ترويض» الأسد، والخطوة الروسية بقدر ما تحمل وجهاً جديداً للتحرك الروسي الذي يعيد للأذهان ما كانت تفعله القيادة السوفيتية، إبان عهد الاتحاد السوفياتي المقبور حيث تضطلع المخابرات بالدور الرئيسي لإحداث التغيير في تركيبة قيادة الأنظمة التابعة أو الحليفة لموسكو سمها ما شئت، فإن الصورة تتكرر، فوزير الخارجية لافروف سيكون مرافقاً لرئيس الاستخبارات لإعطاء الغطاء الدبلوماسي لمهمة رئيس الاستخبارات الذي سيبحث مع «التابع» بشار الأسد كيفية الخروج من المأزق الذي يعيشه النظام الأسدي. هل يستطيع «الحاوي المسكوفي» استخراج حل من جعبته التي أشرف على ملئها كبير الحواة بوتين ليقدمها لبشار الأسد؟
في أدبيات الروس السياسية التي استوحتها من الفكر الشيوعي ترجمة إلى نهج دبلوماسي وسياسي، وهو «الانحناء للعاصفة» حتى تمر..!!
هل يريدون الروس من حليفهم أن ينحني للعاصفة السورية التي يتفاعل معها العرب والمجتمع الدولي حتى تمر، وأن يقدم تنازلات شكلية؟ أم أن الروس باتوا مقتنعين بأن دور عائلة الأسد قد انتهى وأن الوقت قد حان لتغييرهم بآخرين سواء كان فاروق الشرع، أو استنساخ آخرين، وأن الروس الذين نصحوا باعتماد الحل اليمني يعملون الآن لتأمين «خروج آمن» لحليفهم حتى تتم خطوات التغيير دون أن يفرض عليهم تكبد خسائر إستراتيجية وسياسية لا يمكن أن يتحملها بوتين حتى لا تصل العدوى إلى موسكو.
jaser@al-jazirah.com.sa