بداية أنا أعرف وبيقين تام أن مهرجان الجنادرية السنوي قد حقق ما لم تحققه كل المراكز والجمعيات والهيئات السعودية المنتشرة في العالم كله وذلك لسبب جد بسيط ألا وهو أن المدعوين لهذا المهرجان الحضاري والثقافي والذي تقيمه مؤسسة عسكرية تتيح لهم أن يقولوا ما يشاؤون من المحاضرات الصريحة والشعر، وإبداء الرأي عما يخص المملكة وتحترم هذه المؤسسة آراءهم، أقول إن ذلك هو أسمى قيم الحرية -والديمقراطية- أيضاً لاسيما وأنهم في حضرة مؤسسة لا يمكن أن يفعل مثلها في العالم العربي كله بل وفي العالم أجمع.
ولعل العجيب في الجنادرية أنها دعت أغلب وأصلب المعارضين العرب لنظام المملكة على اختلاف توجهاتهم وجهاتهم وحاورتهم في هذا المهرجان العجيب، وسمع أولئك من رموز النظام ومثقفي المملكة (ما غيّر) أفكارهم عن بلاد النفط(!!) التي يعتبرونها (سبّه) كبرى، وحقيقة أخرى أن هذا المهرجان العظيم بالرغم مما يشوبه من نقدٍ (هامشي بسيط) إلا أن جهود صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز تتخطى المستحيلات بل تقفز فوقها من أجل إنجاح هذا المهرجان العظيم الذي يرعاه والده العظيم خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ويحفظ سمو الأمير متعب ويحفظ الله الوطن والمهرجان أيضاً.