ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 05/02/2012/2012 Issue 14374

 14374 الأحد 13 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

حينما نهانا الرسول -صلى الله عليه وسلم_ عن طبع (الإَِّمعة) الذي إنْ أحسن الناس أحسنوا، وإنْ أساء أساؤوا، فإنه وهو معلِّم البشرية -عليه الصلاة والسلام- دعانا من خلال ظلال الكلمات وإيحائها الجميل إلى أن نكون أصحاب مواقف ثابتةٍ- في الحق- ثبات الجبال الرواسي، فما نكون كالغصن الرطيب تميل به الرياح حيث تشاء.

الإنسان المؤثِّر المصلح النُّافع لمجتمعه ونفسه صاحب موقفٍ فيما ظهر من الحق وثَبَتْ، لا يحيد عنه، ولا يساوم عليه، ولا يرضى فيه الدنيَّة. الإنسان (موقف) فإذا تراخى وتذلَّل، وقبل بأرباع الحلول وأعشارها وأنصافها فيما ثبت من الحق لديه، فقد حاد عن (الموقف) واستسلم (للتَّنازُلات) التي لا نهاية لها.

وليس معنى الثبات على (الموقف) التحجُّر والجمود والعناد بمعانيها المذمومة، كلاَّ، فصاحب الموقف الواضح الصحيح من أبعد عن الناس عن التحجُّر والجمود والعناد، بل هو من أحسن الناس ملاطفةً وخلقاً حسناً، وتعامُلاً طيباً حتى مع من يخالفونه الرأي، بل حتى مع من يعلنون عليه العداء، ويشعلون معه نيران الخصام - والقدوة في ذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام الذي واجه عُتوُّ الكفَّار، وجبروتهم وحيداً في بداية الدعوة، ثم مع ثُلَّة من المؤمنين لم يكن لهم من القوة ما يواجهون به طغيان الكافرين، وثبت على ما جاء به ثباتاً تُضْرَبُ به الأمثال، ولم يرض أن يتنازل عن شيءٍ مما يدعو إليه من الدين، وأوقف محاولات الكفار الترغيبية والترهيبية عند حدِّها، وأعلنها واضحة لعِّمه أبي طالب نَصيره الأوَّل في بداية مواجهته لقريش (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونَه).

فالموقف هنا واضح ثابت شامخ. ولكنَّه عليه الصلاة والسلام فيما عدا الثوابت، كان لا يُخَيَّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إِثْماً، فإذا كان إثماً كان أبعد الناس عنه، عليه الصلاة والسلام.

وإن في جملة (ما لم يكن إثْماً) ما يصلح أن يكون نبراساً لكل صاحب موقفٍ واضح من علماء ودعاة الإسلام، حينما تتراقص أمامهم الشبهات، ومغريات الحياة، وأوهام التنازلات.

كُنْ صاحب موقف، تكُنْ ناجحاً في الدنيا والآخرة.

إثارة:

ثقتي بربّي تجعل الدنيا كملكٍ في يميني.

 

دفق قلم
كُنْ صاحب موقف
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةجريدتيالأرشيفجوال الجزيرةالسوق المفتوحالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة