في التغريدات التي يتبادلها أفراد المجتمع السعودي عبر الموقع الأشهر الآن (تويتر) وصلني تغريدة من الأخ المذيع عبدالرحمن الحسين مذيع برنامج نوافذ الذي يبحث عن المخالفات التي غالبا ما يقوم بها الوافدون وبنسبة كبيرة للأسف. اطلعت على الملف على ذلك الرابط حيث بدأ بتوقف سيارات صفراء اللون يترجل منها رجال علمت فيما بعد أنهم فرقة التفتيش التابعة لأمانة مدينة الرياض. بعد توقف السيارات ذات اللون الأصفر دخل فريق التفتيش أحد محلات بيع التموينات الغذائية التي يشرف عليها في الغالب عمالة وافدة جعلت همها الأول والأخير الكسب المادي، وآخر ما يمر على أفكار تلك العمالة هو صحة المواطن والتي هي شيء من مهام البلدية من خلال المراقب الصحي.
أعود فأقول: أعجبتني تلك السيارات التي لأول مرة في حياتي كسعودي أراها تقتحم محل بيع المستلزمات الغذائية البسيطة وتكشف ما فيها من مخالفات، وكذلك قلب ذلك المحل رأسا على عقب لإيجاد المخالفات التي ملأت ملفات ذلك الفريق وبالمناسبة أتمنى رؤية تلك السيارات على أرض الواقع وليس عبر شاشة جهاز الكمبيوتر أو جهازي الجوال. مخالفات واضحة وضوح الشمس في قارعة النهار بدءاً ببيع مستلزمات الارقيلة بين مواد غذائية ومرورا ببيع أجبان موضوعه بأكياس بلاستيكية بدون تاريخ صلاحية إلى غيره من المخالفات.
ما جذب انتباهي حقيقة هو ذلك الفريق الذي اقتحم المحل يا ترى هل مثله موجود في كل مدينة لردع كل من يتهاون بصحة المواطن، وليقف مسلسل الاستهزاء بنا كسعوديين من قبل عمالة وافدة، كما ذكرت تبحث عن المادة فقط، وفي أسرع وقت لتعود أدراجها إلى موطنها بأكبر قدر من الكسب المادي وأقصر مدة ممكنة، ولكي لا تطول فترة غيابها عن أوطانها وأهلها وعوائلها. والضحية في الأخير هو أنا وأنت أيها القارئ، بل قد يصل الموضوع إلى من هم في موقع المسؤولية عن هذا الشيء.
كنت في رحلة إلى دبي وقطنت إحدى الشقق القريبة من مطعم كنت أزوره لتناول وجبة الإفطار قبل أن ارتحل من مكان سكني إلى مقر عملي البعيد تقريبا وإذا بي أجد كل يوم مراقباً صحياً قد يساعد ذلك المطعم في فتح أبواب المطعم وهو دليل على مراقبة صحية مبكرة لا يخالجها تأخير أو تهاون في موضوع المراقبة: خصوصا إذا كان الأمر يخص صحة الإنسان أغلى ما يملك. الشيء بالشيء يذكر هو تماما ما حصل في إغلاق أشهر واكبر مطعم في الرياض وبالتحديد في شارع التحلية المكان الأشهر بالمطاعم وواجهة الرياض للقادمين من خارجها لرؤية معلم من معالم الرياض وهو شارع التحلية.
عودا على ما بدأت فيه موضوعي أقول لنطالب كمواطنين ولنرفع بمطالبتنا الصوت لنطالب بتلك السيارات الصفراء اللون أن تكون أكثر من عدد المطاعم لتشرف على صحتنا بشكل غير مباشر من خلال تفتيش تلك المحلات بجميع أطيافها المطاعم ومحلات بيع التموينات، وكذلك بيع الخضروات والفواكه وغيره الكثير الكثير حتى أن الأمر بتعلق بمحال الصيدليات التي قد تبيع أدوية منتهية الصلاحية للأسف.
أمنية تخالج الجميع انه كما أن أمن الوطن لا مساومة فيه تماما، هو الحال ينطبق على صحة المواطن حيث لا مساومة فيها أيضا، بل ولا مجال للنقاش.
