تلقيت مؤخراً اتصالاً هاتفياً في منتهــى الرقي والعذوبــــة والتفاعـل الإيجابي.. من الدكتور (صالح بن ناصر).. الخبير الرياضي المخضرم الذي ارتبط اسمه بالرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ أوائل الثمانينيات الهجرية، وتحديداً بعد نقل إدارة الشؤون الرياضية من وزارة المعارف عام 1381 إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وتعديل مسماها إلى إدارة رعاية الشباب عام 1382، وتولى إدارتها عام 1384هـ.
* كان اتصاله مثمناً ومعاتباً في ذات الوقت.. (مثمّنا) اهتمامات الجزيرة -الجريدة- بالتاريخ الرياضي بالمملكة وعلى موضوعيتها ومصداقيتها وأمانتها المهنية، و(معاتبا) على ماتناوله المؤرخ الرياضي المعروف الدكتور (أمين ساعاتي) في الأسبوع الماضي، وعبر مقالته التي خص بها الجزيرة في صفحتها التاريخية.. من معلومات وحقائق جانبها الصواب كثيراً.. كما يقول الخبير الإداري الخلوق في اتصاله الهاتفي.
- تحدث معي من برجه الزجاجي الشفاف.. وفي أجواء حوارية اتسمت بالهدوء والموضوعية رغم سيل الاتصالات والرسائل الجوالية التي انهالت على هاتفه.. بعد مقالة الدكتور (الساعاتي) والمعلومات التي ذكرت عن مسيرته التاريخية ومصاحبها من استنكار واستغراب الكثير حول ما نشر عنه - كما يقول -.. فطلبت منه التعقيب وتصحيح بعض المعلومات الواردة، وإيضاح الحقائق الدامغة حول ما ذكر في المقالة المنشورة..! لأننا في (الجزيرة) نحترم الرأي والرأي الآخر، فرد عليَّ.. بكل أدب وتواضع قائلا.. (سامح الله) من أساء لصالح بن ناصر، ولن أرد على هذا الكلام والاتهام الذي أزعجني..!.. لأنني أحترم الجميع وأثق في تاريخي ومنجزاتي ويكفني ثقة القيادة الرياضية التي عايشتها خلال مسيرتي الوظيفية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. بدءا من رائد النهضة الحديثة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله - ومروراً بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد، وأخير صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد.
- الدكتور المهذب (صالح بن ناصر) بقيمه الأخلاقية وخصائص التربوية وبقدراته الكرازمية.. يثبت يوماً بعد الآخر انه مدرسة مستقلة بعطاءها المتقد وبفكرها المستنير وسمو أخلاقها وتواضعها الجم واحترامها للاختلاف، وقبول الآخر، ويكفيه فخرا واعتزازاً انه من المؤسسين الحقيقيين للحركة الرياضية الحديثة، والداعمين للنهضة التنموية في مسيرة رعاية الشباب خلال العقود الثلاثة الأخيرة عبر موقعه (القيادي) وكيلا للرئيس العام لرعاية الشباب ومستشاراً خاصاً، فضلاً عن عضويته متعددة الاتجاهات التاريخية والنطاقات الجغرافية، ومنها عضويته في اللجنة الأولمبية السعودية، والاتحاد السعودي لكرة القدم، ولجنة المنتخبات بالاتحاد السعودي لكرة القدم، ولجنة تطوير التحكيم، والمكتب التنفيذي بالاتحاد السعودي لكرة القدم، ولجنة بطولة القارات بالاتحاد الدولي لكرة القدم (عامين)، ولجنة المراسم الدولية (عامين)، ولجنة التسويق وحقوق النقل التلفزيوني بالاتحاد الدولي لكرة القدم (ثمانية أعوام)، كما ترأس عدة لجان منها لجنة التسويق الرياضي والنقل التلفزيوني بدول مجلس التعاون، لجنة التسويق الرياضي بالاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي (عامين)، لجنة الحقوق بالرئاسة واتحاد كرة القدم، لجنة الإعلان والتسويق والنقل التلفزيوني بالاتحاد العربي لكرة القدم (15 عاما)، وأخيرا رئيسا للجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين بالاتحاد السعودي لكرة القدم، ورشح أيضا فترة ثانية رئيسا للجنة المشار إليها، قبل خمسة أعوام، ومازال -بروح وثابة- يعطي بكل ثقة وكفاءة وتفان..وأمام هذه السيرة التاريخية الناجحة بعطاءها الكبير وتفاعلها الإيجابي مع الأحداث بكل فكر ورقي وتحضر.. يبقى العقل المستنير (صالح بن ناصر) نموذجا للإدارة المنتجة بمفاهيمها الحديثة وأساليبها العصرية ونظمها المتطورة وقيمها التنظيمية.. ورقما صعبا في معادلة التنمية الرياضية الوطنية.. هكذا هم رموز الوطن الكبار يصنعون التاريخ.. ويتركون منجزاتهم وعطاءاتهم وتضحياتهم وخدماتهم خالدة في ذاكرة الوطن.!
Twitter@kmaldous