يجب علينا التركيز على أهمية ترسيخ الوعي المروري والسلوك الحضاري لتحقيق معادلة أخلاقية لقيادة السيارة تحمي العقلاء والأبرياء من صلف السفهاء واحترام النظام واحترام سلامة المرور من الأولويات والتفاعل الايجابي مع ذلك مطلب قائم ودائم وهو مفهوم يجب أن نركز عليه للتربية الوطنية ومناهجنا التربوية وأن تبرز أهمية ذلك ووجوب التقيد بالمكتسبات التي نعيشها اليوم حتى ينمو الشباب على حب النظام والسلوك الإيجابي الحضاري، وأن نوجه الشباب نحو ذلك من خلال وسائل شتى ومن خلال الأسرة والمدرسة والمؤسسات التربوية والإعلامية، وعن طريق أفلام تعرض على الطلاب في بداية كل عام دراسي، وفي نهايته وفي كل مناسبة كأسبوع المرور واليوم الوطني مع اهتمام المدرسين بالتعليق على ذلك، وذلك لغرس الإحساس في النفوس نظرياً وعملياً، ويجب أن يكون هناك تعاون دائم بين المدرسة والمسؤولين عن المرور وتزويد المدارس بكتب ونشرات توجيهية وتوعوية وخلال انعقاد مجالس الآباء وذلك لتنمية الوعي المروري للحد من الحوادث التي نراها كل يوم.
لقد قطعنا شوطاً كبيراً في الوعي والرقي والحضارة والعلم وينبغي أن ينعكس ذلك على سلوكنا وتعاملنا وقيادتنا للسيارة وأن السؤال يرد على الذهن كثيراً لماذا هذا التسابق والعناد والمكابرة والتمرد على أنظمة وقواعد السير ومضاعفة السرعة من قبل بعضهم ممن نزعت الرحمة من قلوب أكثرهم والأخلاق من نفوسهم.
لقد رزقنا الله نعمة العقل والخلق فيجب ألا تتغلب عواطفنا على عقولنا وألا تتغلب نزواتنا على أخلاقنا لقد أصبحت حوادث السير تجر أشكالاً وألواناً من الحوادث المؤلمة وللأسف لا ننتبه كثيراً ولا نتعظ بل نتأثر وقت الحادث ثم ننسى بعد ذلك. فكم من سرعة وتهور أعقب حزناً وألماً وحسرة واسفاً.. فما الداعي للعصبية والتباهي ولماذا نطلق العنان لبوق السيارة في أوقات الراحة والهدوء لمناداة صديق أو سواه فلماذا الإزعاج للآخرين وفيهم المريض والطفل والشيخ الكبير نحرمهم من السكون وننغص عليهم هدوءهم وراحتهم في سكون الليل العميق.
ولنحرص على تنمية الوعي المروري لما له من أثر وفائدة ولتحقيق الغايات التي يتطلع إليها الجميع.
