مات رجل عن ثلاثة بنين وكان بين تركته بطيخة جميلة اعتز بها الأولاد غاية الاعتزاز لأنها من تراث أبيهم وأبوا أن يملكها أحد, فحفظوها في مكان حريز من المنزل، ولكن الزمن أفسدها فانتشرت منها رائحة عفنة وعم النتن الحجرة ،وجلس الأولاد الثلاثة يتشاورون فيما يصنعون إزاء هذه المشكلة.
أما أولهم فقال: لابد من الاحتفاظ بها رغم فسادها ولو جلبت الرائحة الكريهة لنا لأنها من تراث أبينا ولا نستطيع أن نفرد فيه.
وقال الثاني: إذا كانت هذه حالتها فإن من المخجل أن نحتفظ بها على هذا السوء ولنشتر بطيخة جديدة تكون مثلها وتذكرنا بأبينا لأن البطيخ متماثل متشابه.
فقال الثالث: أخالفكما في الرأي إذ أقترح أن نفتح البطيخة ونأخذ منها بذرها قبل أن يفسد ونزرعه في أرضنا ليخرج كثيرا من هذا النوع وكله يذكرنا بأبينا.
وطال الجدل حتى سمع ضجيج الإخوة من في الشارع، فدخل الأصدقاء يحلون النزاع وبعد أخذ ورد، انتهوا جميعا إلى استحسان الرأي الثالث.. فملأت المنزل بطيخا جيدا ذا طعم مميز وعرفت القرية بإنتاج البطيخ الفريد الطعم.
«فكر دائما باستثمار الأشياء ليدوم خيرها ويعم نفعها»