عَنْزُ السوءِ مَثَلٌ عند العرب يُضْرب للأحمق الذي يسعى إلى حتفه بظلفه, ويسيء إلى من يحسن إليه.
قال الأول:
كعنز السوء تَنْطَح مَنْ خَلاها
وترأمُ مَنْ يحُدُّ لها الشفارا
أي إن هذه العنزَ تسيء إلى من يحنو عليها, وتعاكسه.
وتساير في الوقت نفسه من يسن لها السكين؛ فتطأطأُ رأسها له؛ كي يذبحها.
وكم من الناس من هو شبيهٌ بتلك العنز؛ فتجد على سبيل المثال من الأولاد مَنْ يسومُ والديه سوءَ العذابِ عناداً, وعقوقاً, وإساءة أدبٍ مع أنهما يسعيان جُهْدَهما لما فيه مصلحته دون أن يرجوا منه جزاءً ولا شكوراً.
ثم تراه يتذلل غايةَ التذلل, ويُسْلِمُ قيادهَ لمن يسير به نحو الهاوية, من صديق سوء, أو نحوه، وكذلك تجد من الناس من يتكبر, ويسيء إلى من يحسن إليه ويتواضع له، وتجده يخفض رأسه لمن يسومه الخسف والهوان، وتجد مِن الوالدين من له نصيب من ذلك الوصف؛ فتراه لا يأبه بابنه البار الرحيم, ولا يلاقيه إلا بالصلف والشدة, وقلة الشكر.
ثم هو يلاقي ابنه الآخَر العاقَّ بكل سكون, وتراه يشكره على مجرد كف الأذى، وتجد مِنْ بعض مَنْ له إدارة ورياسة لا يقدِّر, ذا الخلق والحزم والإخلاص في العمل.
وفي الوقت نفسه تراه يهاب الموظف الكسول والبذيء؛ ويمنحه العلاوات وسائر الامتيازات؛ خشية من سلاطته، وقس على هذه النبذ الكثير الكثير ممن لهم شبه بعنز السوء.
* جامعة القصيم