عزيزي القارئ:

في مقالي هذا سأتحدث عن عرس سنوي ومناسبة دونتها على أجندتي الشخصية لتكون مناسبة خاصة بي قبل كونها مهرجانا استطاع أن يجد له موطئ حضور وتميز ضمن المهرجانات العالمية الكبرى.

الجنادرية: الهوية الثقافية الأولى التي حملتها.. ذاك اللقاء الذي لن أنساه لخادم الحرمين الشريفين بالمثقفين وهو شريعة الجنادرية لقاء مليك البلاد بضيوفها والمفكرين الذين يتعدى عددهم المئات مدعوين للمهرجان، شاهدين على الثورة الفكرية والثقافية التي تشهدها المملكة، عائدين لديارهم حاملين ما لمسوه وشاهدوه في الواقع.

الجنادرية ملتقى سنوي للتراث والثقافة والفكر والشعر والفن، حضور لتراث مناطق المملكة في بقعة واحدة تحت سماء واحدة تختلف تحتها الألوان والأنماط وصوت القادمين من كل صوت يحملون عبق تراثهم وأنغام رقصاتهم الشعبية يؤكدون هويتهم ويطربون بانتمائهم لأرض مقدسة تهفو إليها الأفئدة.

لهذا اللقاء السنوي عبق الماضي وروحه ممتزجا بالحاضر والمستقبل المشرق الذي يعد بالكثير من يتكئ على أمجاد أجداده ويفتخر بما تركوا له من كنوز، هو لقاء الفكر حيث من كل صوب يلتقي أصحابه يتعاكظون ويتداولون أفكارهم ويتبادلونها فتمتزج الثقافات كشهد خاص صنع في الجنادرية.

لي مع الجنادرية ألف حكاية وحكاية بدأت من سبعة أعوام من السيح حيث رحلتي اليومية إلى الرياض في الموسم السنوي الذي يضم فيه المهرجان عددا من الفعاليات.. ثم إلى أرض الجنادرية حيث لحبات الرمل التي ترافقني في رحلة الريح والشمس التي يصطلي بها الرمل والحجر، والنفحات الباردة ليلا تحكي قصة المكان وعذوبة الإنسان يعيش ليروي الماضي ويشهد الحاضر.

تحول الحرس الوطني لحارس للتراث والثقافة في مهرجان كبير يرعاه مليك البلاد عبدالله بن عبدالعزيز في مسيرة النماء والعطاء.. فأهلا بك مهرجان الجنادرية..

وبما تحمل من مفاجآت لهذا العام..

من آخر البحر:

أنا البحرُ في خطواتهِ

الموجُ حين ارتحال الحبيبِ

نجدٌ حين يفيقُ العابرون منها إليها

الحجازُ.. وصوتُ المآذن..

يثرب حين تغني اناشيدها

حين يطلعُ نوارها

أنا.. قطرةٌ من سماء تفتحُ أبوابها للدعاء